الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زواج الرجل ممن ارتكب معها محرمات دون الزنا

السؤال

أخي أنا في إحباط كبير، وأحس بألم في ‏نفسي. فأرجو الجواب الوافي عن ‏سؤالي:‏
أنا شاب جامعي، تعرفت على بنت ‏على الإنترنت، وكنت أصلي، وكانت ‏تصلي. وكنا نتكلم مع بعض بكل ‏احترام ! لم يرد من أي الطرفين أي ‏سوء، على الأقل في أول سنة.‏ قررنا أن نرى بعضا، فقابلتها بدون ‏لمسها، أو حتى القدرة على النظر فيها، ‏على الأقل في السنتين الأوليين.‏
وبعدها فسقنا، بدأنا نتكلم عن ‏مواضيع جنسية.‏ وبعد فترة أصبحنا نفتح الكاميرا وحتى بدون ملابس.‏
وتداركنا أنفسنا حتى أنهينا هذا الكلام، ‏والأفعال الفاسقة.‏ وبادرنا بالصلاة والتوبة، ولكن ‏للأسف تطورنا بالفسق إلى أن تقابلنا ‏بعد أشهر، ولم نتدارك أنفسنا فبدأنا ‏بالتقبيل، واللمس ما إن اختلينا ببعض، ‏ولكن لم أزن بها، وتكرر هذا 5 ‏مرات.‏
قررنا أن لا نكلم بعضا أبدأ لنكفر عن ‏ذنوبنا، وأن أتقدم لها عند استطاعتي ‏‏"وهذا ما أريد.."‏
وقررت هي لبس اللباس الإسلامي، وأن ‏لا تترك الصلاة أبدأ.‏
أنا الآن في حيرة بعد أن قرأت كثيرا ‏عن مثل هذا الموضوع أن الزاني لا ‏يتزوج إلا زانية، ولا يحق أن يتزوج ‏الزاني من زنا معها، لم أزن، ولم ‏أقترب من ذلك "ولن أزن، ولكن ‏بادرنا بالتقبيل واللمس "‏
وقرأت أيضا أن الزاني لن يتزوج إلا ‏زانية ! وليست من زنا معها !!‏
وأنه لن يغفر لنا، وأن الزنا دين ‏والسداد من أهلي ! مع العلم أن أهلي ‏في قمة الدين حفظهم الله !‏
سؤالي: هل يغفر لنا ؟ هل نستطيع ‏الزواج ؟ هل نعد من الزانيين ؟ هل ‏سيتم السداد من أهلي ؟ هل إن ‏تزوجتها ستصبح بنتي مثل أمها حتى ‏إن تبنا؟؟ وإن لم أتزوجها هل ‏سأتزوج بنتا فعلت نفس الشيء مع ‏شاب آخر؟
سامحوني على طول المسألة، وعلى ‏كثرة الأسئلة لكنها في نفس ‏الموضوع، وأنا لا أستطيع مسامحة ‏نفسي وأحتاج إلى جواب. ‏
بارك الله فيكم على جهودكم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات عبر الانترنت أو غيره، باب فتنة وذريعة فساد وشر، وقد جر عليك تهاونك في هذا الأمر شرا عظيما، وأوقعك في معصية وإثم مبين، وإذا كنت لم تقع في الزنا الذي يوجب الحد، وهو إيلاج فرج الرجل في فرج المرأة التي لا تحل له، فلستما زانيين، ولا يترتب عليكما أحكام الزناة، لكن هذا لا يعني التهوين من تلك الأفعال المحرمة، فقد سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- زنا، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.

ومهما كانت المعصية فإن التوبة الصحيحة مقبولة بإذن الله، فهو سبحانه يغفر الذنوب جميعا، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، فأبشر خيرا بتوبة الله وعفوه، ولا حرج عليك في التزوج من تلك المرأة، ولا تخش من وقوع أهلك في المحرمات قصاصا منك ما دمت تائبا؛ فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 164967.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني