الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسلمت وانتهت عدتها من زوجها الكافر وتريد الزواج قبل انتهاء الإجراءات القانونية

السؤال

أنا شاب عمري 33 عاما تعرفت على أجنبية ملحدة لا تعترف بوجود الله وكانت تسأل عن الإسلام، فتحدثت معها كثيرا عن الله وعن الإسلام، ولفترة طويلة كنت أبحث وأجيب على أسئلتها بطريقة بسيطة وسهلة تدخل قلبها بسهولة وفهم وإدراك، وكنت أبين لها مدى عظمة هذا الدين ومدى عظمة الله، حتى اقتنعت بأن الله موجود وأشهرت إسلامها وتعلمت الصلاة وفهمت بعض آيات القرآن، وأساعدها لتتعلم المزيد والمزيد عن دين الإسلام إلا أن زوجها ما زال ملحدا ورفض أن يسلم أو يقتنع بالإسلام، فتركت زوجها وطلبت الطلاق منه بعد أن عرفنا أنه لا تجوز لهم العشرة، وأنها أمام الله لم تعد زوجته نظرا لأنه ملحد وهي مسلمة ويعتبر زواجها منه باطلا وعقد الزواج بينهما لاغ بمجرد إسلامها، وبالطبع تركته وجاءت إلي لأنه لم يعد لها مكان في مجتمع الكفر هذا، وهي تريد أن تعيش في مجتمع مسلم مع زوج مسلم، فاتفقنا على الزواج، ولكن المشكلة أن إجراءات الطلاق بالمحكمة في بلدها تأخذ فترة طويلة جدا، فهل زواجي منها صحيح شرعا؟ أم ننتظر حتى ينتهي طلاقها من المحكمة، وهي إجراءات شكلية لا تؤثر على زواجنا نظرا لأنها في حكم الإسلام أصبحت مطلقة منه أمام الله؟ أنا في حيرة بالغة، لا أريد فعل شيء يغضب الله، ومن الصعب عليها أن تجلس وحدها هنا في بلد لا تعرفة، وقد تنتظر أكثر من عام حتى تنتهي إجراءات طلاق المحكمة، ولا تستطيع أن تعود إلى بلدها لتعيش مع زوجها مرة أخرى، كما أن أهلها أنكروا عليها بشدة إسلامها، ولم تعد لهم أي مودة نحوها، سألت أحد الشيوخ الذين أعرفهم وشرحت له كل الظروف فأفتى بصحة هذا الزواج ولكنني ـ كما قلت ـ ما زلت في حيرة كبيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نهنئ هذه الأخت على ما أنعم الله عليها به من الدخول في الإسلام، ونسأل الله لها الثبات على الحق، وجزاك الله خيرا أن كنت سببا في دخولها الإسلام، فأبشر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه. وقوله عليه الصلاة والسلام: الدال على الخير كفاعله. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

وقد أحسنت بحذرك من الوقوع مع هذه المرأة فيما حرم الله، فاثبت على ذلك واحذر كل أسباب الفتنة من الخلوة المحرمة ونحوها، وإن كان زوجها قد بقي على كفره فقد انفسخ نكاحها منه، فإن انتهت عدتها جاز لها شرعا أن تتزوج من غيره, وراجع الفتوى رقم: 25469.

ولا يلزمها أن تنتظر حتى تكتمل إجراءات الطلاق في بلدها، ولكن إقدامها على الزواج قبل ذلك قد لا يخلو من مخاطر عليها وعلى من سيتزوجها بسبب كونها تعتبر تحت زوجها حسب قوانين بلدها.

ولا يكون زواجها منك أو من غيرك صحيحا إلا إذا توفرت شرائطه، ومن أهمها الولي والشهود، وإذا لم يكن لها ولي مسلم يتولى تزويجها القاضي الشرعي، كما بينا بالفتوى رقم: 56905.

وإن لم يتيسر لك الزواج منها فاقطع كل علاقة لك بها وكن حذرا من الوقوع معها في شيء من أسباب الفتنة والفساد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني