الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أحببت شابا منذ سنة يدرس معي بالجامعة ووثقت في صديقة لي وأخبرتها بسري، ومع الأسف ذهبت إليه وأخبرته فاعترف لها هو الآخر بحبه لي، رغم التزامي وحجابي فمنذ اعترف لي عبر رسالة ونحن نتبادل رسائل عادية، يسأل عن أحوالي، ويوما بعد يوم يزيد خوفي من الله، وقد كنت أواجهه بخوفي فيقول نحن لا نفعل أي حرام، مجرد رسائل، لم تكن بيننا لقاءات أبدا، وبعد حوالي شهر وصل خوفي من ربي إلى أقصاه، فأنهيت علاقتي به رغم إصراره بكل الطرق ورغم حبي الشديد له إلا أن حبي، وخوفي من الله كان أقوى، والمشكلة أنه يدرس معي في نفس الفصل وفي كل شهر ينتقل من فتاة لأخرى وكلما أراه أرجع إلى البيت وأنا محطمة، بالإضافة إلى أن الفتيات اللائي معي في نفس الفصل ويعلمن بحبي له يتآمرن علي لإثارة غضبي، لدرجة أنني أفكر في الذهب إلى طبيب نفسي، فكيف أتخلص من حبي له وأنا أراه كل يوم؟ كنت قد ارتحت من هذه الحالة في العطلة لكنني الآن محطمة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات هو باب شر وفساد عريض، لكن إذا حصل ميل قلبي بين رجل وامرأة دون سعي في أسبابه، فلا حرج في ذلك إذا لم يحمل على أمر محرم أو يمنع عن أمر واجب، إلا أن الاسترسال مع هذه المشاعر قد يؤدي إلى العشق وهو مرض يفسد القلوب، ولمعرفة ذلك المرض وكيفية التخلص منه راجعي الفتوى رقم: 9360.

فالواجب عليك اجتناب أسباب الفتنة بهذا الشاب والحرص على غض البصر عنه، واحذري من التهاون في مراسلته أو التواصل معه واجتهدي في صرف قلبك عن التعلق به، وذلك بعدم الاسترسال مع الخواطر وشغل الأوقات بالأعمال النافعة مع كثرة الذكر والدعاء، وانظري الفتوى رقم: 61744.

وننبه إلى أنّ الاختلاط الشائع اليوم في الجامعات أمر منكر يجرّ إلى المجتمع كثيراً من البلايا والفتن ويفتح أبواب الفساد والشرور، وإذا لم يجد الشباب بدا من الدراسة في الجامعات المختلطة، فالواجب عليهم مراعاة أحكام الشرع وآدابه في التعامل بين النساء والرجال الأجانب، وراجعي الفتويين رقم: 2523، ورقم: 56103.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني