الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوال العلماء في من حرم على نفسه شيئا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ما حكم امرأة قالت في حق نفسها: حرام عليّ أن آكل كذا في بيتي؟ مع العلم بأنها قالتها وهي في حالة عصبية سيئة إثر خلاف حصل بينها وبين بناتها وماذا تفعل إن قررت تناول هذا الشيء؟ وهل عليها في هذه الحالة كفارة؟ أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمن حرم على نفسه شيئاً -غير تحريم الرجل زوجته- وذلك بأن يقول: هذا الشيء عليّ حرام، فقد اختلف أهل العلم هل هذا يمين أم لا؟ على قولين:
فذهب المالكية والشافعية -رحمهم الله- إلى أن ذلك ليس بيمين، لأنه قصد تغيير المشروع فلغى ما قصده، فإن استباح ما كان حرمه لم يلزمه شيء، وعليه الاستغفار لإثمه بهذه الألفاظ.
وذهب الحنفية والحنابلة إلى أن ذلك يمين، فإن استباح ما حرمه على نفسه كفر كفارة يمين، واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التحريم:1].
وقد نزلت بسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم لإحدى زوجاته: "شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، ولن أعود له" فجعل الله عز وجل تحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما أحله الله له يميناً، وأرشد إلى الكفارة.
وهذا القول أظهر -والله أعلم- فإذا أرادت السائلة أن تأكل ما حرمته، فعليها كفارة يمين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني