الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل..

السؤال

بوركتم، وأسأل الله أن يرزقكم الصحة والعافية: قرأت روايتين لمعنى حديث واحد فأرجو توضيح الراوية الصحيحة منهما؟ أم أن الروايتين صحيحتان، وإذا كانت هناك رواية قوية وأخرى ضعيفة، فما هي الرواية القوية؟.
الرواية الأولى في حديث: عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ـ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً.
الرواية الثانية قرأتها على موقعكم في حديث عمرو بن ‏العاص ـ رضي الله عنه ـ أنه لما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل قال: احتلمت في ‏ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي ‏صلاة الصبح، فلما قدمنا على الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: ‏يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ قلت: نعم يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة ‏باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ـ فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم ولم يقل شيئا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الروايتين تقوي كل منهما الأخرى، ولكن الرواية الأولى أصح، فقد رواها أبو داود وصححها الألباني وأخرجها ابن حبان في صحيحه، وقال محقق الإحسان: إسناده صحيح على شرط مسلم.

وأما الرواية الثانية: فقد رواها أحمد من طريق ابن لهيعة وهو متكلَم فيه، وقال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الله بن لهيعة وهو سيئ الحفظ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني