الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأويل قوله تعالى: والفتنة أشد من القتل

السؤال

ما هي الفتنة المقصودة في: الفتنة أشد من القتل؟ وهل تعني أنه إذا ارتكب شخص خطأ لا أخبر أحدا به؟ أرجو توضيح معناها وبعض الحالات التي تعتبر في حكم الفتنة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما المقصود بالفتنة في الآية: فقد قال الطبري في تفسيره: القول في تأويل قوله تعالى: والفتنة أشد من القتل ـ قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: والفتنة أشد من القتل ـ والشرك بالله أشد من القتل، وقد بينت فيما مضى أن أصل الفتنة الابتلاء والاختبار، فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركا بالله من بعد إسلامه، أشد عليه وأضر من أن يقتل مقيما على دينه متمسكا عليه، محقا فيه، كما حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: والفتنة أشد من القتل ـ قال: ارتداد المؤمن إلى الوثن أشد عليه من القتل.

فالمقصودة بالفتنة الردة والشرك، وحمل المسلم على ذلك أشد من قتله، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 39851.

وعليه؛ فليس المعنى ستر المسلم في خطئه وإن كان ستره محمودا فقد ندب إليه الشارع إلا فيما استثني من ذلك؛ كأن يترتب على ستره ضياع حق الغير ونحو ذلك، كما بينا في الفتويين رقم: 48259، ورقم: 192045.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني