الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء برد السحر على الساحر

السؤال

أنا مسحورة منذ زمن، وحديثا قرأت دعاء على النت، وهو: اللهم رد السحر على من سحر، واحبسه في جسده، وسلط كل شياطينه عليه ـ ودعاء آخر، وهو أن أدعو مثلا أن يبطل الله كل سحر خفي، أو كل سحر مأكول أو مشروب، فهل يعد هذا اعتداء في الدعاء، إذ إنه تفصيل في الدعاء وغير موجود في السنة؟ وهل الاجتهاد في الدعاء وتفصيله اعتداء؟ أرجو الرد وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا أن الاعتداء في الدعاء أن يدعو بمستحيل أو معصية، أو يرفع صوته زيادة عن الحاجة، أو يطلب منزلة نبي أو نحو ذلك، وهو ما لم نلاحظه في هذين الدعاءين، وانظري الفتوى رقم: 23425.

والاجتهاد في الدعاء وتفصيله لاحرج فيه، فقد ورد في بعض الأدعية المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والموقوفة على بعض السلف، فمن الأدعية التي ورد فيها التفصيل قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا.. الحديث رواه أصحاب السنن وصححه الألباني.

ومن أدعية الحسن البصري ـ رحمه الله ـ كما في شعب الإيمان للبيهقي، وعدة الصابرين لابن القيم: لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب.

وفي دعاء التشهد الأخير كما جاء في الرسالة لابن أبي زيد المالكي: اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا.

ومن الاعتداء في الدعاء: الدعاء على الظالم بما زاد على مظلمته، فمن أراد الدعاء على ظالمه فله أن يدعو عليه بقدر مظلمته، وليس له أن يدعو عليه بأكثر من ذلك، لما جاء في صحيح مسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ.

ولمعرفة معنى السحر وعلاجه انظري الفتويين رقم: 5252، ورقم: 61211.

نسأل الله تعالى لك ولجميع مرضى المسلمين الشفاء التام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني