الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى عبارة: عبادة مقصودة بذاتها

السؤال

ما معنى قولكم: "صلاة، أو عبادة مقصودة بذاتها"؟
وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم الطيبة، وجعلنى وإياكم من رفقاء النبي في الجنة، ومن أهل الفردوس، ونصرني وإياكم بدينه ونصر بي وبكم دينه، وكل من قال آمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعبادة المقصودة بذاتها، هي التي يريد الشرع فعلها بخصوصها، فلا تندرج في عبادة أخرى.

وأما ما يمكن أن يندرج في غيره، فهو غير مقصود بذاته، مثال ذلك تحية المسجد، فإنها غير مقصودة بذاتها وإنما المقصود شغل البقعة بالصلاة، ومن ثم أغنت عنها الفريضة، وهكذا في كل ما يمكن فيه التشريك في النية، وما يقع فيه الخلاف من ذلك، فلما يظهر لبعض العلماء من كون هذه العبادة مقصودة لذاتها، فيمتنع التشريك، ويرى الآخر عكس ذلك فيجوزه.

قال الأشقر رحمه الله: العبادة الواحدة لا يمكن أن تغني غناء عبادتين. إلا أن بعضا منهم استثنى بعض العبادات، وحكم بحصول كلتا العبادتين: فمن ذلك من نوى بصلاته الفريضة، وتحية المسجد، ومن نوى بغسله رفع الحدث الأصغر والأكبر، أو غسل الجمعة والجنابة، أو نوى بتيممه رفع الحدثين: الأكبر والأصغر. والذي يقول بحصول العبادتين بالفعل الواحد في مثل هذه الصور؛ فلأن مراد الشارع يتحقق بحصول الفعل، فتحية المسجد تحصل بأداء الفريضة، نوى التحيّة أو لم ينوها، لأن المراد شغل البقعة بالعبادة. والحدث الأصغر يرتفع في الطهارة إذا ارتفع الأكبر، وفي الغسل للجنابة والجمعة يحصلان؛ لأنَّ فعلهما واحد، وكذلك التيمم. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني