الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من مات بسبب مرض الكليتين يعتبر شهيدا بداء البطن

السؤال

توفيت أختي بمرض داء الذئب الاحمراري مما أدى إلى توقف الكليتين، ولم تكن تصلي، لأن حالتها لم تسمح لها بالصلاة، فهل تعتبر من الشهداء المبطونين؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعظم الله أجركم في أختكم، ونسأل الله أن يغفر لها ويرحمها، وأما المبطون: فهو معدود من الشهداء، كما في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله.

واختلف في المبطون: فحمله بعضهم على كل داء في البطن، وبناء عليه يدخل فيه هذا المرض الذي ذكرت، وخصه بعضهم بالإسهال، وبعضهم بالاستسقاء والانتفاخ، كما قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: هو صاحب داء البطن، وهو الإسهال قال القاضي: وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن، وقيل: هو الذي تشتكي بطنه، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقاً. انتهى.
وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح: والمبطون من إسهال، أو استسقاء، أو وجع بطن. اهـ.

وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: والمبطون هو الذي أصيب بداء البطن بمعنى أنه يكون فيه إسهال، أو وجع في بطنه، ومنه ما يسمى بالزائدة إذا انفجرت وما أشبه ذلك، فكل أدواء البطن التي تكون سبباً للموت فإنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: المبطون ـ لا سيما التي يكون الموت فيها محققاً عاجلاً. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني