الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير مكان العمل بسبب التشاؤم منه

السؤال

هل يمكن أن يكون مكان العمل شؤما، ‏وكربا؟ فأنا أعمل مدرِّسة في مدرسة، ‏وجئت إلى هذه المدرسة وأنا ‏مخطوبة، ولم يحدث نصيب. ثم ‏خطبت مرتين أخريين، ولم يحدث ‏نصيب، تم قرئت فاتحتي مرتين، ولم ‏يحدث نصيب، فقررت أن أنتقل من ‏مكان عملي أي أغيره.
هل ‏هذا القرار صحيح أن أقدم طلب نقل إلى ‏مدرسة أخرى، مع العلم أني صليت ‏صلاة استخارة ولم يتضح لي الأمر ‏الصواب.‏
‏ أرجو إفادتي هل أنتقل إلى مدرسة ‏أخرى أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تعرضت له من فشل في مجال الخطبة والزواج بعد دخولك إلى هذه المدرسة، أمر مقدّر، والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، والأمور تجري بقضاء وقدر، ولا ينبغي لك الربط بين هذا وذك؛ لأن ذلك تطير وتشاؤم، بل ينبغي أن تطرحي وسواس ذلك والتفكر فيه جانبا، وتتزودي بزاد من التوكل والاعتصام بحول الله.

يقول العلامة ابن عثيمين- رحمه الله- في القول المفيد: فالطيرة محرمة، وهي منافية للتوحيد كما سبق، والمتطير لا يخلو من حالين:

الأول: أن يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل، وهذا من أعظم التطير والتشاؤم.

الثاني: أن يمضي لكن في قلق وهم وغم يخشى من تأثير هذا المتطير به، وهذا أهون. وكلا الأمرين نقص في التوحيد، وضرر على العبيد. اهـ.

وراجعي الفتوى رقم: 14326 والفتوى رقم: 47247 .

أما عن ترك هذه المدرسة، فإذا كانت نفسك لا تنشرح للبقاء فيها، فلا بأس في تركها - دون نسبة ما جرى إليها كما بينا - لكن ليكن ذلك بعد الاستشارة مع الاستخارة، والنظر بعين المصحلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني