الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من فتاة أكبر سنا من الرجل مع التزامها بالإنفاق عليه

السؤال

أنا شاب عمري 17 سنة، ولا أزال أدرس، وأريد الزواج، تعرفت على فتاة أكبر مني سناً، وهي إيرلندية مسلمة ـ والحمد لله ـ ولا أملك المال الكافي للزواج، وليس لدي عمل، وهي تملك المال وقد وافقت على الاهتمام بنفقات الزواج حتى أكمل الدراسة وأحصل على عمل فهل يجوز أن أتزوجها في هذا العصر الذي شاعت فيه الفتن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الزواج من الخير، فمهما أمكن المسلم المبادرة إليه فليفعل، وذلك لما فيه من مصالح الدنيا والآخرة، قال البهوتي الحنبلي في الروض المربع عند قول الحجاوي في زاد المستقنع: وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ـ لاشتماله على مصالح كثيرة؛ كتحصين فرجه وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك. اهـ.

وزواجك من هذه الفتاة جائز إن كانت دينة عفيفة، ولا بأس بأن تلتزم بالإنفاق عليك، فنفقة المرأة على زوجها من القربات العظيمة، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 174349.

هذا بالإضافة إلى أن فارق السن بين الزوجين ليس بمانع شرعا من الزواج، كما هو مبين بالفتوى رقم: 20348.

ومع هذا كله، فإننا لا ننصحك بالتعجل إلى الزواج منها، فقد تكون العاطفة هي الدافع لك إلى الزواج منها مع فارق السن، وهي الدافع لها على الموافقة على الإنفاق عليك، وبعد الزواج قد تضعف هذه العاطفة أو تزول، فنخشى أن يحدث ما لا تحمد عقباه، ومن هنا ينبغي لك التريث في الأمر ومشاورة والديك والناصحين ممن يعرفون هذه الفتاة، وإذا ترجح لديك الإقدام عليه فالجأ إلى الاستخارة، وراجع فيها الفتوى رقم: 19333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني