الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قتل كلب الجار لما يسببه من أذى بنباحه طول الليل

السؤال

جاري يمتلك كلبا، ويربطه فوق سطح منزله منذ أكثر من 3 أشهر، وهذا الكلب لا يكف عن النباح طول الليل.
ذهبت إلى جاري هذا مرتين، واشتكيت له، خصوصا أنه كان يربطه بسلسلة في حائط بيتي، مما يسبب صوتا مزعجا عند شد الكلب لسلسلته بقوة، وأحيانا كان صوت شد السلسلة يوقظني من النوم.
جاري كل ما فعله هو نقله لمكان ربط الكلب من حائط منزلي إلى مكان أبعد قليلا، ولا زلت أعاني من صوت نباح الكلب طول الليل؛ لأنه يبعد عن شباك غرفة نومي مسافة لا تتجاوز 6 أمتار.
وسؤالي: هل في قتلي لهذا الكلب المزعج من ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا لم يكن الكلب المذكور مما رخص فيه الشرع - للصيد أو الحراسة - فإنه لا حرمة له ويجوز قتله، في الأصل؟، ولكن ما دام بحوزة من قد وضع يده عليه وحازه، فلا يحق لك قتله؛ لأن قتله قد يترب عليه ضرر أكبر، من فتنة، ونشوب شحناء بينك وبين جارك حائز الكلب. فننصحك بأن ترفع الأمر إلى الجهات المسؤولة حتى ترفع عنك ضرره.
أما إذا كان مما رخص فيه الشرع، فلا يجوز قتله، ويجب على صاحبه أن يرفع ضرره عن جيرانه بأي وسيلة ؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ، وقال العلماء: الضرر يزال.
هذا، وننبهك إلى أن من المعلوم عند المسلم أن الإحسان إلى الجار مطلوب شرعا ومحمود طبعا، ومن الإحسان إلى الجار المأمور به شرعا نصحه وتحمل أذاه.

ولمعرفة أدب المسلم مع الجار المؤذي انظر الفتويين: 117157، 74089.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني