الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التشاؤم من الزوج

السؤال

فضيلة الشيخ: هل يمكن أن يكون الرجل شؤما؟ لأنني منذ خطبتي وأنا في أمراض ونكبات وعقبات، لدرجة أنه أجريت لي 3 عمليات جراحية والرابعة قريبا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نهى الشرع عن التشاؤم والتطير، وقرر أن كل ما يصدر في هذا الكون هو بقضاء الله وقدره، وقد كتب ذلك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، لما روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.

وقد قص الله علينا في سورة يس أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون قالوا: إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {يس:18}.

قال الطبري: يعنون: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.. يقول تعالى: قالت الرسل لأصحاب القرية: طائركم معكم ـ أي أعمالكم وأرزاقكم وحظكم من الخير والشر معكم، ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا، إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله. اهـ.

وقال ابن حجر: ولا يجوز أن ينسب إلى المرء ما يقع من الشر مما ليس منه ولا له فيه مدخل، وإنما يتفق موافقة قضاء وقدر فتنفر النفس منه... انتهى منه بتصرف.

فعلى المسلم الرضا والتسليم فيما يصيبه من خير أو شر، وليحذر من الطيرة والتشاؤم، فإنها من المحرمات المنهي عنها، لما في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر.

وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك. وحسنه الأرناؤوط.

وفي مسند البزار: من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك. صححه الألباني في السلسلة.

وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، الطيرة شرك.. ثلاثا، وما منا إلا.. ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وقد قدمنا تفصيل القول في النهي عن التشاؤم في الفتاوى التالية أرقامها: 11835، 14326، 57198، 28954.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني