الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل إلى استقرار الحياة الزوجية

السؤال

متزوج منذ عشر سنين، ولدي طفلتان ومستقر ماديا، ورغم وجود المشاكل والخلافات التي كانت تمر بسبب العشرة والأولاد أدمنت ألعاب الكمبيوتر والبلاستاشين، وأهملت واجباتي من تربية أطفالي والاهتمام بزوجتي، اللهم إلا المصاريف والخروج من وقت لآخر، ومؤخرا فاض الكيل بزوجتي من الإهمال والبرود من ناحيتي ووقعت فريسة لإدمان النت والشات، ولكن يعلم الله أنها كانت كلاما عاما مع بعض زملاء العمل, واكتشفت مؤخرا وقوعها فريسة الإعجاب بمدرب السباحة الخاص بالأطفال الذي يصغرها بستة أعوام، من طرفها هي فقط دون أن يعلم الشخص الآخر شيئا ودون حدوث أي لقاءات أو مكالمات معه، بل التفكير والخيالات, فواجهتها واعترفت وحاولت إلقاء اللوم علي لإهمالي لها طيلة السنين واعترفت أنها تكرهني بشدة, ولم أعد أحبها وأريد أن أطلقها، ولكن يصعب علي ذلك لتفكري وخوفي من تمزيق الأسرة على البنتين, أفيدوني يرحمكم الله، فما موقف الشرع في هذه الحالة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أتى الشرع الحكيم بأصول ومباديء أساسية إذا قامت عليها الأسرة المسلمة استقام حالها واستقر أمرها، فقد جعل على كل من الزوجين واجبات، وجعل لكل منهما واجبات تجاه الآخر، فإن راعى الزوجان ذلك، وأدى للآخر حقه تحقق المقصود وحسنت العشرة بينهما وقويت المودة، وعندها لن يجد الشيطان سبيلا لتشتيت شمل الأسرة، وهو الحريص على ذلك، روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ـ قال ـ فيدنيه منه ويقول نعم أنت.

ونحسب أن مكمن مشكلتك واضح وهو أنك قد شغلت بما ذكرت من إدمان الكمبيوتر والألعاب ـ وهذا أمر غريب ـ فأهملت زوجتك وأولادك، فأدى ذلك إلى شيء من الفراغ العاطفي لدى زوجتك، فذهبت تبحث عن ما تسده به عند غيرك، فوقعت فريسة لما ذكرت عنها من إدمان النت والشات، والإعجاب بمن ذكرت، ونحن لا نقر زوجتك على ما فعلت، ونرى أن خطأ الزوج لا يعالج بخطإ مثله، ومع هذا كله فالحل ميسور ويكون من قبلك أنت أولا، بأن تؤدي لزوجتك حقوقها بما في ذلك إشباع غريزتها العاطفية، ولك في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان خير الناس لأهله، ويمكنك أن تطلع للفائدة على فتوانا بالرقم: 51460.

ثم إنك بحكمتك وصبرك يمكنك ـ بإذن الله تعالى ـ أن تبدل الحال من الكره إلى الحب، ومن الرغبة في الطلاق إلى الحرص على الوفاق، وعلى الزوجة أن تتقي الله وتحرص على كل ما يمكن أن يعين على استقرار الأسرة، وأن تحرص على حسن التبعل والتزين لزوجها، لئلا ينصرف عنها ويفكر في الانشغال بأمور أخر، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 27662، وهي عن الحقوق الزوجية.

ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات في الموقع لتجد عندهم المزيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني