الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب الابتعاد عن أهل البدع ومن يشكك في العقائد

السؤال

تناقشت مع أحد الأشخاص في موضوع بدء الخلق وكان هناك خلاف بيني وبينه على هذا الموضوع ، فأعطاني نسخة من هذه : كتاب ( علل الشرائع ) للشيخ الجليل الأقدم الصدوق ( الجزء الأول من صفحــة ( 29 ) الى الصفحـة ( 32 ) . علة كيفية بدء النسل :- سئل أبو عبدالله عليه السلام كيف بدء النسل من ذرية آدم عليه السلام ، فإن عندنا أناس يقولون إن الله تبارك وتعالى أوحى لآدم عليه السلام أن يزوج بناته من بنيه وأن هذا الخلق كله أصله من الإخوة والأخوات ؟ فرد أبو عبدالله : سبحان الله عن ذلك علوا كبيرا . ملخص الرد :- أولا : فيمن يقول أن حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى كأنه يقول أن آدم ينكح بعضه بعضا وهذا غير صحيح فالله تعالى قادر على أن يخلق لآدم زوجه من غير ضلعه . ثانيا : أن آدم عليه السلام ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية الى أن قتل هابيل فلما قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه من إتيان النساء . فبقى لا يستطيع أن يغشى النساء خمسمائة عام ، ثم تخلى ما به من الجزع فغشى حواء فوهب الله له شيئا وحده ليس معه ثان . واسمه شيث هبة الله وهو أول من أوصى إليه من الآدميين في الأرض ، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما أدركا وأراد الله عز وجل أن يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عز وجل من الأخوات على الإخوة ، أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها ( نزلة ) فأمر الله عز وجل آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ، ثم أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها ( منزلة ) فأمر الله تعالى آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه ، فولد لشيث غلام وولدت ليافث جارية فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوه من الإخوة والأخوات . يرجى إعطائي الرد العقلي والنقلي على هذا الموضوع ، وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أخي الكريم الذي ننصحك به أولاً: الابتعاد عن أهل الأهواء والشكوك أصحاب البدع الذين يتبعون المتشابه ويتركون المحكم مما يكون سبباً لزيغ قلوبهم وقلوب من يصغي لهم. والأصل في المسلم التسليم بكل ما جاء من عند الله وعدم رد النصوص أو تأويلها إلا بمسوغٍ شرعي أما مجرد الرد للنصوص لأنها لا توافق عقولنا فهذا هو محض الضلال. بالنسبة لما قاله لك من أنه إذا كانت حواء من ضلع آدم الأيسر فمعنى هذا أن آدم ينكح بعضه بعضاً. فهذا كلام لا يخرج من عاقل. أما العقلاء فلا يقولون إلا أنَّ هذا من معجزات الله والله على كل شيء قدير وأهل السنة عندهم أن الله عز وجل قد خلق الخلق على أربعة أنحاء: أولاً: خلق آدم من غير أبٍ ولا أم. خلق حواء من غير أم. خلق عيسى من أم بدون أب. خلق بقية الخلق من أب وأم. والله لا يعجز شيء. أما بالنسبة للأمر الثاني فقد قال ابن حجر في الفتح المجلد الخامس نقل الثعلبي بسندٍ واه عن جعفر الصادق أنه أنكر أن يكون آدم زوج أبنا له بابنة له وإنما زوج قابيل جنية وزوج هابيل حوريّة فغضب قابيل فقال: يا بني ما فعلته إلا بأمر الله فقربا قربانا وهذا لا يثبت ويلزم منه أن نبي آدم من ذرية ابليس أو الجن كلهم أو من ذرية الحور العين وليس لذلك أصل ولا شاهد. والذي ذكره أهل السنة في كتبهم كابن جرير وابن كثير في تأريخيهما أن آدم عليه السلام كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى وأنه أمر أن يزوج كل ابن أخت أخيه التي ولدت معه والآخر بالأخرى وهلم جرا. ولم يكن تحل أخت لأخيها الذي ولدت معه، ثم ألا يمكننا أن نقول أن مثل هذا النوع من الزواج كان مشروعاً ثم نسخ.
والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني