الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الجهر بالذكر خلف الجنازة

السؤال

ما حكم الذكر بالجهر جماعة وراء الجنازة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن الذكر من أعظم العبادات، ولكن فعله جماعة بصوت مرتفع وراء الجنازة من البدع المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا السلف المشهود لهم بالخير.
وقد نهانا صلى الله عليه وسلم، عن كل محدثة وكل بدعة، فقال صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. " وفي رواية :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. " رواه البخاري ومسلم.
وضابط البدعة كما قال الإمام الشاطبي -رحمه الله-:( هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله عز وجل. فهي تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون كذلك في الحقيقة، كالذكر بهيئة الاجتماع بصوت واحد.)
وعرف بعض العلماء البدعة: بأنها كل عمل أو كل عبادة لم يعملها الرسول صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي لفعله، وعدم وجود مانع يمنع من فعله.
وهذه التعريفات للبدعة من هؤلاء الأعلام تنطبق على الذكر جماعة وراء الجنازة جهراً.
فينبغي للمسلم أن يبتعد عن ذلك ويتبع السنة ويكثر من الذكر على كل حال، وخاصة في الأوقات والأماكن التي يكون الإنسان فيها وَجِلاً متعظاً... قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) [الأحزاب:42].
وقال تعالى:(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )[آل عمران:191].
وينبغي له بدلاً من ذلك أن يدعو للجنازة ويستغفر لها بعد أن تقبر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: استغفروا لصاحبكم فإنه الآن يسأل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني