الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وديعة البنك بين الحل والحرمة

السؤال

أعاني من أمراض مزمنة، وعمري ‏حاليا 33 عاما، وأريد أن أوفر دخلا ‏ثابتا لي، ولأسرتي حتى يعينني على ‏مصاريف العلاج، والأكل ‏ومصاريف أولادي، علماً بأنه ليست ‏لي وظيفة في مصر، وليس لي ‏معاش أو تأمين صحي، وكذلك ‏زوجتي ليس لها مورد رزق غيري ‏علماً بأنني حالياً أعمل بالخليج، وأريد ‏أن أؤمن دخلا ثابتا لأعيش منه أنا ‏وزوجتي، وأولادي، حيث أصبحت ‏غير قادر على العمل بالكفاءة ‏المطلوبة، فبعض الأصدقاء ‏نصحوني بأن أضع مبلغا كوديعة ‏بالبنك وأتقاضى منه مبلغا شهريا ‏كأرباح شهرية ثابتة.‏
‏ فهل يجوز ذلك؟ وإن كان لا يجوز ‏فما الحل؟ وما هي وأسلم طريقة لتأمين العلاج ‏والأكل، ومصاريف بيتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيمكنك إيداع المبلغ لدى بنك إسلامي في حساب استثماري لتنتفع بأرباحه، أو تدفع المال إلى ثقة ليتاجر به ويستثمره، على أن يكون الربح بينكما بحسب ما تتفقان عليه، وأبواب الرزق الحلال كثيرة.

وأما البنوك الربوية فلا يجوز إيداع المال لديها لأجل فوائدها الربوية أو غيرها؛ لأن المتعاملين بالربا محاربون لله تعالى، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].

ثم اعلم أن رزق العبد سيأتيه ما كتب له منه كما يأتيه أجله؛ فقد روى الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله. الحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة رضي الله عنه، وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني