الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يتوجه اللعن على الزوجة إذا غضب زوجها عليها بدون سبب منها

السؤال

زوجي -ما شاء الله عليه- ملتزم، وملتح، ‏ويدرس العلم الشرعي مع العمل، ‏ودائما يتحدث عن الدين، ودائما أحس ‏بجواره بالتقصير الشديد، ولكن بعد زواجنا وجدت منه أخطاء ‏كثيرة، مع أنه يعلم حكمها مثلا العادة ‏السرية - ضربي مع الاعتذار - ‏أحيانا منع أقربائي من زيارتي. ‏
‏ ويغضب علي لأقل شيء فعلته، وكثيرا ما قلت له: لا أحب أن يصرخ علي ‏أحد - وأحيانا كثيرة ينام وهو غضبان علي من غير أن أعرف ‏السبب.‏
وأنا في بلد غربة يعود من العمل إلى ‏دراسته، وعند حديثي معه يخبرني أنه مشغول، ‏ولا يوجد عنده وقت للكلام.‏
فهل هذه أسباب واهية لطلب ‏الانفصال؟؟؟
وهل نومي وهو غاضب مني من ‏غير أن أخطئ يوجب لعن الملائكة ‏؟؟
وجزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء وهو ما أسميته بالعادة السرية، أمر محرم، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 7170. وقبيح أن يصدر مثل هذا الفعل من رجل متزوج، فإن ثبت عندك أن زوجك يفعل ذلك، فذكريه بالتوبة إلى الله. وننبه هنا إلى أنه يجوز للزوج أن يقوم بالاستمناء بيد زوجته. وراجعي الفتوى رقم: 21377

وليس من حسن العشرة أن يعامل الزوج زوجته بعصبية، أو أن يضربها لغير مسوغ شرعي، أو يعرض عنها لغير سبب مقبول، أو أن يمنع أهلها من زيارتها دون مسوغ، فكل ذلك مخالف للتوجيه الرباني في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}. ومخالف للهدي النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: واستوصوا بالنساء خيرا. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.

وإذا بات الرجل غضبانَ على زوجته، ولم يكن ذلك بسبب منها، فلا يلحقها الوعيد الوارد في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح.

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ولا يتجه عليها اللوم الا إذا بدأت هي بالهجر فغضب هو لذلك، أو هجرها وهي ظالمة فلم تستنصل من ذنبها وهجرته، أما لو بدأ هو بهجرها ظالما لها فلا. انتهى.

وإذا كانت الزوجة متضررة من زوجها ضررا بينا، فلها الحق في طلب الطلاق، ولكن لا ننصحك بالتعجل لذلك، بل اصبري، وأكثري من الدعاء لزوجك بالهداية والصلاح، واجتهدي في مراضاته. روى النسائي عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى.

وعلى كل لا تلجئي إلى طلب الطلاق إلا إذا غلب على ظنك أنه الأصلح لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني