الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القرآن والمكث في المسجد للجنب لضيق وقته عن الغسل

السؤال

أريد أن أعرف حكم من هو جنب، ولم يجد الوقت ليغتسل، وهو يريد الذهاب لدراسة(حفظ) القرآن الكريم.
فهل يجوز له الذهاب، مع العلم أنه يدرس في المسجد؟
أرجو الإجابة على سؤالي وعدم تحويلي إلى سؤال آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشخص الجنب يحرم عليه قراءة القرآن عند أكثر أهل العلم.

جاء في المجموع للنووي: مذهبنا أنه يحرم على الجنب، والحائض، قراءة القرآن قليلها وكثيرها حتى بعض آية. وبهذا قال أكثر العلماء. انتهى.

كما يحرم على الجنب أيضا ـ عند أكثر أهل العلم ـ المكث في المسجد.

جاء في المجموع للنووي: مذهبنا أنه يحرم عليه المكث في المسجد جالسا، أو قائما، أو مترددا، أو على أي حال كان، متوضئا كان أو غيره، ويجوز له العبور من غير لبث سواء كان له حاجة أم لا؟ وحكى ابن المنذر مثل هذا عن عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، وعمرو بن دينار، ومالك، وحكي عن سفيان الثوري، وأبي حنيفة وأصحابه، وإسحاق بن راهويه أنه لا يجوز له العبور إلا أن لا يجد بدا منه فيتوضأ ثم يمر، وقال أحمد: يحرم المكث، ويباح العبور لحاجة، ولا يباح لغير حاجة. انتهى.

وعلى هذا، فمن كان جنبا فلا يجوز له اللبث في المسجد، ولا قراءة القرآن, وضيقُ الوقت عن الاغتسال لا يبيح له ذلك، بل عليه إن أراد دراسة القرآن في المسجد أن يغتسل من الجنابة قبل ذهابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني