الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البطاقة الإلكترونية التي توضع في جسم الإنسان وعلاقتها بما في العهد الجديد

السؤال

جاء في رؤيا يوحنا (العهد الجديد):
16 ويجعل الجميع: الصغار والكبار، والأغنياء والفقراء، والأحرار والعبيد، تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى، أو على جبهتهم.
17 وأن لا يقدر أحد أن يشتري أو يبيع، إلا من له السمة، أو اسم الوحش، أو عدد اسمه.
18 هنا الحكمة، من له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان، وعدده: ستمائة وستة وستون.
أنا مسلم والحمد لله على بصيرة من ديني، من بلد غيرِ مسلِم. العهدان وإن كانا محرفين بنص القرآن، لكن فيهما شيء من الحق! ولاسيما إن وافق الكتاب، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. الآن في بلدي بدأت الحكومة رسميا تُدخل في بشرة كل أحد (Verychip) ما هذا الشيء؟ يكفيكم أن تقرؤوا عنه في Google أو تشاهدوا المقاطع في YouTube وهذا الشيء سيكون للإنسان في وقت واحد 1) بطاقة الصراف 2) إقامة أو جواز السفر، وفي المستقبل يريدون إلغاءَ الشراء والبيع بالفلوس التي في اليد إنما يكون كل هذا بطريقة إلكترونية؟
هل الفقرات التي أوردتها من العهد القديم تدل على هذا verychip أو له تفسير آخر؟ وماذا يعنى العدد " ستمائة وستة وستون" في الإسلام، هل هذا العدد متعلق بالدجال حيث إن بعض الإخوة يقولون بأن كلمة مكْتُوبة بَيْنَ عَيْنَيْهِ "كَافِرٌ" يدل على 666؟
أفيدوا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما في كتب أهل الكتاب لا يصدق ولا يكذب؛ لما في حديث البخاري: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. وفي حديث المسند: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه. انتهى.

وقال ابن حجر في فتح الباري: ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً؛ لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه، أو كذباً فتصدقوه، فتقعوا في الحرج. انتهى.

وإذا ثبت في القرآن أو السنة ما يوافق شيئا في كتبهم، فالعبرة عندنا بما ثبت في شرعنا.

وأما عن المسألة المذكورة، فإن كلام الوحي لو صح لا يمكن تفسيره بالمستجدات من دون استناد لدليل.

وأما رقم 666 فلا يعني في الإسلام شيئا، ولا علاقة له بالدجال، وما يقال في ذلك مجرد أساطير لا دليل عليها.

وبالبحث في النت عن (Verychip) وجدنا ما مفاده أن هذا المصطلح يعنى به تقنية جديدة لزرع بطاقة ممغنطة تحت الجلد تكون في حجم حبة الأرز، وتحوي عددا من 16 رقما يمكن أن يشمل معلومات عن هوية الشخص، رقم جواز السفر، وبطاقة الائتمان، ويمكن إمرار جهاز الإشعاع المستخدم في السوبرماركت فتظهر المعلومات المخزنة، وبالتالي يصير الشخص في غنى عن أن يحمل وثائق أو نقودا إلخ.

ولدينا في الموقع الإنجليزي فتوى رابطها:
https://www.islamweb.net/en/fatwa/197689
وقد ذكرنا فيها أن الرمز الشريطي أو الباركود هو العلامة التجارية التي توجد على السلع باختلاف أنواعها، لتسهل عملية البيع عبر آلة المسح بالأشعة الحمراء، وهي عبارة عن مجموعة خطوط متوازية يكتب تحتها أرقام عشوائية، وما على البائع إلا أن يعرض الباركود على آلة الأشعة حتى تظهر له بيانات السلعة، وسعرها كما هو مسجل في الكمبيوتر، وهنا كلام أشبه بالخرافة عن طبيعة الأرقام التي تكتب تحت الخطوط المتوازية، إذ يزعم البعض أن الشركات العالمية تتآمر على العالم وتدخل علامة الوحش، أو الشيطان، أو المسيح الدجال تمهيدا لسيطرته على العالم، كما أن عبدة الشيطان يكتبون هذا الرقم على أجسامهم بالوشم ونحو ذلك ويزعمون أن الإنجيل فيه أن هذا الرقم 666 بحساب الحروف يعني المسيح الدجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني