الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الدعاء من النبي بعد موته لا يجوز

السؤال

لقد انتشر في الآونة الأخيرة دعاء لبلاد الشام كالتالي:
يا سيدي، يا حبيبي، يا نور عيني، يا رسول الله: لقد حل بأهل الشام كرب عظيم، وخطب جسيم، يذيب القلب، ويكسر الخاطر، وجاهك عظيم، ورجاؤك لدى ربك لا يخيب، فاشفع لنا عند الله، واسأل الله لنا غوثا ومددا، ونجدة، وتداركا، ولطفا.
يا حبيبي يا رسول الله: إن الكثير من أهل هذه الديار ينوي الرحيل، ولكن كيف نرحل من الشام ألست أنت القائل: طوبى للشام، وأنت الذي دعوت الله بقلبك المنيب وقلت: اللهم بارك لنا بشامنا!
ألم تخبرنا عن رب العزة قوله: الشام كنانتي أصطفي إليها خيرة خلقي! ألم تبشرنا بقولك: إن الله تكفل لي بالشام وأهل الشام!
يا حبيبي ألم تقل: طوبى لمن له مربط ناقة بالشام. ألم تقل لأصحابك الكرام في وصيتك: عليكم بالشام. بعد كل هذا الفضل العظيم الذي جمعه الله في هذه الديار كيف نتركها إلى سواها!
فبيقيننا بوعدك يارسول الله، وحبك للشام، نسألك أن ترجو الله لنا فرجا ومخرجا.
صل على النبي عشر مرات، وأرسلها.
ما رأيكم شيخنا فيما ورد؟
أعلم أنه لا يجوز أن نتوسل، ولا ندعو إلا الله فبيده الضر والنفع، ولكني أريد جوابا شرعيا.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعاء بهذه الصيغة منكر من المنكرات؛ لما فيه من طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وذلك ذريعة إلى الشرك، ولم يقل بجوازه أحد من أئمة المسلمين.

قال ابن عبد الهادي: أما دعاؤه هو صلى الله عليه وسلم، وطلب استغفاره وشفاعته بعد موته، فهذا لم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين ـ لا من الأئمة الأربعة ولا غيرهم . اهـ.

وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في الفتاوى أرقام: 128815 187225 52015

ومقاليد الأمور بيد الله سحانه، والنصر بيده سبحانه وحده، فمن لم ينصره الله فلا ناصر له، قال سبحانه: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {آل عمران:126}. وقال تعالى: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {آل عمران:160}.

والله عز وجل غني حميد، يحب من عباده أن يسألوه ويدعوه، ومن كرم الله وغناه أنه لم يجعل بينه وبين عباده وسطاء في دعائه ومسألته، فالعبد يدعو ربه والله سبحانه يسمع دعاءه، ويجيبه إذا شاء.

ونسأل الله عز وجل لإخواننا المسلمين في الشام نصرا عاجلا ، ونسأله سبحانه أن يهلك عدوه وعدهم بقوته وجبروته، إنه سبحانه سميع قريب، مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني