الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنواع الاستهزاء وحكم كل نوع

السؤال

أرجو تقديم نبذة عن الاستهزاء ؟؟ وتبيين ما هو الكفر منه وما هو غير ذلك ؟؟ أرجو التفصيل فأنا أعاني من وساوس في هذا المجال ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالاستهزاء هو الاستخفاف والاستهانة، وليس له حكم واحد فقد يكون محظوراً يكفر به من صدر منه، وقد يكون مطلوباً. فمن المطلوب الاستخفاف والاستهزاء بالكافر لكفره والمبتدع لبدعته والفاسق لفسقه وكذلك الاستهزاء والاستهانة بكل باطل، وليس معني ذلك المطالبة بالتصريح بالاستهزاء أمام هؤلاء ولكن ذلك بمقتضى المصلحة، قال تعالى: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " فحيث جر ذلك إلى مفسدة أعظم فلا يجوز فعله لهذه الآية. والاستهزاء قد يكون بالقول والفعل والاعتقاد. وإذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو رسوله أو كتبه أو الملائكة أو الأحكام الشرعية فإن فاعله مرتد عن الإسلام سواء أكان مازحاً أو جاداً قال تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين". وإذا كان ما يعرض لك من وساوس لا ينطوي عليها قلبك ولا تتلفظ بها بلسانك، فاعلم رحمك الله أن هذه الوساوس إنما هي من الشيطان فلا تلق لها بالاً وعليك حيث عرض لك الوساوس أن تنتهي عنها وتستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم وأن تقول: الله ربي لا أشرك به شيئاً. وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أحدث نفسي بالشئ لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به فقال ذلك محض الإيمان أو قال: ذلك صريح الإيمان. وعن ابن عباس رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إن أحدنا يحدث نفسه بالشيء لأن يكون حُمَمَهَّ (فحمة) أحب إليه من أن يتكلم به فقال: الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة. وما دام الأمر في هذا النطاق فلا يضرك إن شاء الله فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به). رواه النسائي والترمذي. هذا والله تعالى نسأل أن يذهب عنك كيد الشيطان والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني