الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء في الدعاء للكتابي غير المحارب بطول البقاء

السؤال

أفتوني بارك الله فيكم: أثناء تعاملي مع النصارى غير المحاربين في حياتي اليومية، أو في المعاملات التجارية في البيع والشراء وأثناء حديثي مع أحدهم أقول له: ربنا يخليك ـ فهل ذلك جائز؟ أم أنه يدخل في باب الدعاء لهم بطول البقاء؟ وهل الدعاء لهم بطول الحياة منهي عنه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعبارة: (الله يخليك) عبارة ـ دارجة يراد بها أدام الله بقاءك، أو حفظك الله ونحو ذلك، والدعاء بمثل هذا للنصراني، وكذا الدعاء له بطول العمر منعه بعض أهل العلم, فقد جاء في أحكام أهل الذمة لابن القيم: وقال الأثرم: أن أبا عبد الله قيل له: يكتب إلى النصراني أبقاك الله وحفظك ووفقك؟ قال: لا. اهـ.

وروي عن بعض السلف أنه قال: من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله. اهـ.

وفي البحر الرائق: ولو دعا له بطول العمر قيل: يجوز، لأن فيه نفعا للمسلمين بالجزية، وقيل: لا يجوز. انتهى.

والأولى: الدعاء لهم بالهداية، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، الدعاء للكفار بالهداية، فقد دعا لدوس، كما في حديث الصحيحين: اللهم اهد دوساً.

ودعا لثقيف، كما في الحديث: اللهم اهد ثقيفاً. رواه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب ـ وقال الأرنؤوط في حديث أحمد: إسناده قوي على شرط مسلم.

وكان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله، فكان يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم ـ كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الأرنؤوط والألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني