الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شبهة حول اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وحول صحيح مسلم والرد عليها

السؤال

ما هو شرح حديث: فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ؟ قال تعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{ النجم: 3ـ 5} فكيف تقولون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد وهو لا يتكلم عن الهوى إن إلا هو وحي يوحى، وتقولون إنه حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أليس صحيح مسلم كتاب فيه ثغور؟ ولماذا يجب علينا الإيمان بصحيح مسلم وكأنه كتاب منزل من السماء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا قد تكلمنا على آية النجم وعلى اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الفتوى رقم: 198037.

كما تكلمنا على حديث: فقدت أمة... في الفتوى رقم: 112841.

وأما صحيح مسلم: فهو من أعظم دواوين الإسلام وأصحها وقد تلقته الأمة بالقبول، كما قال الإمام النووي في شرح مسلم: اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الكريم الصحيحان: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول. اهـ.

ويقول الشهرزوري: جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته، والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر، وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه، وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول، سوى من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع، والذي نختاره أن تلقي الأمة للخبر المنحط عن درجة التواتر بالقبول يوجب العلم النظري بصدقة. اهـ.

وقد انتقدت عليه أحاديث وأجاب عنها النووي وابن حجر وغيرهما، وراجع الفتويين رقم: 43428، ورقم: 134033.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني