الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من حقوق الزوجة معرفة الأمكنة التي يذهب إليها الزوج

السؤال

هل من حقي شرعا أن أعرف أين يذهب زوجي وأين يخرج؟ ومع من؟ فإذا كان في العمل وأراد الخروج أثناء العمل مع أصدقائه، فهل من حقي أن يخبرني قبل خروجه؟ أم يكفي أن يخبرني ليلا بذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحقوق بين الزوجين ـ أي التي تجب على كل من الزوجين للآخر ـ قد بينها أهل العلم، وقد ضمنا الفتوى رقم: 6795، جملة منها، فراجعيها.

فليس من حق الزوجة على زوجها أن يخبرها عن مدخله ومخرجه ومكان ذهابه، ومع من سيذهب، أو يخبرها عند خروجه من العمل أنه ذاهب إلى المكان الفلاني ورفقائه في ذلك، وليس لنا أن نوجب عليه ما لم يوجبه عليه الشرع، ومع هذا كله نقول: مهما أمكن الزوج أن يخبر زوجته بذلك إذا سألته كان أولى، فهذا مدعاة لحسن العشرة ودوام الألفة والمحبة، وأبعد للظنون السيئة والوساوس والأوهام، وإغلاق الباب على نزغات الشيطان، وينبغي لكل من الزوجين إحسان الظن بالآخر واجتناب الظنون السيئة، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات:12}.

وتتأكد مثل هذه الآداب بين الزوجين.

وننصح الأزواج بأن لا يشغل الواحد منهم نفسه بالأصدقاء، بل لا يجوز أن تطغى حقوق الأصدقاء على حقوق الزوجة التي هي مقدمة شرعاً على حقوقهم، فأهله في حاجة إلى وجوده بينهم يؤانس ويوجه إلى الخير ويعين في أمور البيت، ثبت في صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله ـ تعني خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني