الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية استيعاب غسل جميع الوجه في الوضوء

السؤال

إخواني عندي شك في وضوئي: إذا توضأت، فهل يجوز لي أن أغسل عقب قدمي اليمنى بيدي اليمنى مثلما أغسل عقب قدمي اليسرى بيدي اليسرى أم لا؟ وإذا غسلت وجهي فمن المستحيل أن أغسله كله من مرة واحدة: أقصد أنني لن أستطيع إيصال الماء كله لجميع الوجه ـ فهل يجوز أن أوصل الماء لجميع الوجه خلال ثلاث مرات، لأنني إن لم أفعل هذا فسيعتبر مسحا وليس غسلا؟ وما الحل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاستعمال اليد اليمنى في غسل أعضاء الوضوء سواء الرجل وغيرها جائز لا حرج فيه البتة، وظن تحريم هذا هو من الغلو والتنطع المذموم، فلا حرج عليك في أن تغسل عقب رجلك اليمنى بيدك اليمنى.

وأما زعمك أن الوجه يستحيل استيعابه بالغسل من مرة واحدة: فزعم مردود قطعا، فإن من أخذ الماء بيديه ثم صبه على وجهه أمكن أن يصل إلى جميع الوجه بلا أدنى مشقة، وانظر لبيان صفة غسل الوجه الفتوى رقم: 75176.

وعلى كل، فالمطلوب هو غسل جميع الوجه على أي صفة حصل الغسل، والغسل هو جريان الماء على العضو المغسول، وهذا يمكن حصوله بالماء القليل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد، قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: أجمع المسلمون على أن الماء الَّذِي يُجْزِئُ فِي الْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ غَيْرُ مُقَدَّرٍ، بَلْ يَكْفِي فِيهِ الْقَلِيلُ وَالْكَثِيرُ إِذَا وُجِدَ شَرْطُ الْغُسْلِ، وَهُوَ جَرَيَانُ الْمَاءِ عَلَى الْأَعْضَاءِ، قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَقَدْ يَرْفُقُ بِالْقَلِيلِ فَيَكْفِي، وَيَخْرُقُ بِالْكَثِيرِ فلا يكفي. انتهى.

ولو لم يستوعب غسل وجهه في المرة الأولى وجب غسل ما لم يصل الماء إليه من الوجه، واحذر الغلو والتنطع فإنه باب شر وفساد في الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني