الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التغلب على وساوس الطهارة

السؤال

عندي وسواس شديد في الطهارة، والغسل، والوضوء. وقد أعيد وضوئي مرّات عدة. وعند الطهارة من الحاجة أغسل يدي، فينتشر رذاذ الماء، ويصيب ملابسي، فأغسلها وأغسل بدني. وإذا اغتسلت قد أبقى في الحمام ساعة أو فوقها. وكثيرا ما تفوتني الصلاة بسبب ذلك. وأستعمل من الماء ما أعلم أنه فوق الإسراف، ولكن لا أملك التوقف.
أفيدوني يرحمكم الله وأسألكم الدعاء بظهر الغيب لي بالشفاء والتوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوسوسة من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، فعليك أن تحذر هذه الوساوس، وأن تجاهد نفسك في التخلص منها بكل ممكن، ولا علاج لهذه الوساوس إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها؛ وانظر لكيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.

فإذا توضأت، فجاهد نفسك على التقلل من استعمال الماء، ولا تغسل العضو أكثر من ثلاث مرات، مهما وسوس لك الشيطان وحاول إيهامك أنك لم تسبغ الوضوء.

وإذا اغتسلت فعمم بدنك بالماء، فإذا غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع أجزاء بدنك، فلا تلتفت إلى ما يعرض لك من الوساوس بعد هذا، وبادر بالخروج من مغتسلك معرضا عما يلقيه الشيطان في قلبك من الأوهام.

وإذا غسلت يدك من نجاسة مثلا، فأصاب الماء شيئا من بدنك أو ثيابك، فلا يجب عليك غسل ما أصابه الماء، ما لم تتيقن يقينا جازما أنه انفصل متغيرا بالنجاسة، وكونك لا تملك التوقف إنما هو وهم ألقاه الشيطان في قلبك، وإلا فمتى استعنت بالله تعالى وجاهدت نفسك، تمكنت بإذن الله من دفع هذه الوساوس، وحبذا لو راجعت بعض الأطباء الثقات امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، وكذا يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني