الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يعتقد تحريم الربا ويأكله

السؤال

شاهدت فيديو يحكي فيه شيخ معروف، عن سائل له قريب يأكل الربا، وعند ما حاول أقرباؤه أن ينهوه عن ذلك قال لهم: ( ما شأنكم أنتم ؟ أنا أعلم أن الله حرم الربا، ولكني سآكله، أنا حر )
فعلق الشيخ علي ذلك قائلا:( لو مات مصرا على ذلك فهو كافر؛ لأنه بذلك مستحل للربا)
ولكن كيف ذلك ؟ فأنا أعلم أن استحلال الذنب معناه اعتقاد أنه حلال. والرجل يقول إنه يعلم أن الربا حرام، ولكنه مصر على أن يأكله.
فهل استحلال الذنب فعلا معناه كما ذكرت أم إن هناك معان أخرى لا أعلمها ؟ وهذا هو الفيديو الذي أتكلم عنه:
( http://www.youtube.com/watch?v=xZ315Q2ws5w )
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن الدخول على الرابط المذكور، فنتعذر للسائل الكريم عنه.

وأما عن الجواب في المسألة: فما ذكره السائل في معنى الاستحلال، صحيح، فالاستحلال الذي يكفر به صاحبه إنما هو اعتقاد الحلية مع العلم بالتحريم.

قال الطحاوي رحمه الله تعالى: ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله. اهـ.

قال البراك معلقا: لا نكفر أحدًا من أهل القبلة بكل ذنب، إنما نكفره بالشرك وما في حكمه، ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بما دون ذلك. اهـ.

وراجع الفتوى رقم: 155077 .

أما الإصرار على المعصية مع الإقرار بتحريمها، فجرم عظيم، وخطيئة فادحة، لكنه لا يبلغ حد الكفر، بل صاحبه في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه.

وراجع الفتوى رقم: 203629 والفتوى رقم: 120664 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني