الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مآل الأطفال الذين يموتون قبل البلوغ

السؤال

أرجو من فضيلتكم توضيح الأحاديث الدالة على أن الأطفال الذين يموتون صغارا هم أحياء في الجنة، وهل يوجد ما يدل على أنهم يرضعون من حور العين، حيث ولدت منذ سبعة أيام وتوفيت ابنتي قبل أن أفيق من التخدير؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف عليك بخير منها، وينبغي أن تحتسبي الأجر عند الله تعالى فيما أصابك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له! وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له. رواه مسلم.

ولتعلمي أن أطفال الموحدين الذين ماتوا قبل البلوغ في الجنة، في كفالة إبراهيم عليه السلام، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة في صحيح البخاري وغيره، ومنها ما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ ـ أي صغار أهلها ـ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ ـ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ ـ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ـ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ ـ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى ـ أَوْ قَالَ: فَلَا يَنْتَهِي ـ حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ.

وأما كونهم يرضعون من الحور العين: فلم نقف عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني