الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نبذة عن الشيخ: محمد إلياس الكندهلوي

السؤال

من هو الشيخ إلياس الكندهلوي وما هي أهم مراحل حياته ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ولد الشيخ محمد إلياس -رحمه الله- في الهند سنة 1303هـ في أسرة عريقة في الدين والعلم والدعوة، وقد تتلمذ على يد علماء هذه الأسرة ومنهم أخوه الشيخ محمد يحيى، ثم درس في مدرسة "مظاهر العلوم" بسمارن فور، وارتحل سنة 1326هـ إلى ديوبند وحضر دروس شيخ الهند محمود حسن شيخ الحديث ورئيس هيئة التدريس بدار العلوم بديوبند في جامع الترمذي وصحيح البخاري، وقرأ بقية الكتب الستة وغيرها على يد أخيه الشيخ محمد يحيى، ثم اشتغل مدرساً في مدرسة "مظاهر العلوم" بسهارن فور وهي مدرسة تعتني بتدريس الحديث، وتخريج الدعاة، ومدرسي الحديث، والمفتين، وتأسيس المدارس والكتاتيب.
وكان أبوه محمد إسماعيل وأخوه محمد يحيى قائمين بالدعوة وتعليم الطلاب والأميين في مسجد بجنوب دلهي، وبعد وفاتهما انتقل الشيخ محمد إلياس إلى هذا المركز فكان نقطة تحول في حياته ومنطلقاً لدعوته التي عرفت بحركة الدعوة وجماعة التبليغ.
وقد وافق ذلك حركة الردة بين مسلمي الهند التي تبناها النصارى مع الهنادكة بين المسلمين الجهال، والأميين الذين ترجع أصولهم إلى الهندوك، وقد أفزع ذلك الشيخ، فأقبل على الجولات الدعوية، وإنشاء الكتاتيب، وبثها في القرى، وعين فيها المدرسين، وكان ينفق عليهم من جيبه، ومن إعانة بعض أصدقائه المخلصين، ثم توصل إلى نتيجة، وهي أن الخطب أعظم نفعاً وأوسع، وأن اشتغال أهل تلك البلاد بالفلاحة والزراعة يمنعهم من الانتفاع بالكتاتيب والمدارس، وتفريغ أولادهم الذين يعتمدون عليهم في رعي الماشية.
وكذا لما رأى انبهار الناس في العالم الإسلامي بالحضارة الغربية، واعتمادهم على الماديات، وضعف الجانب الإيماني والروحي فيهم اقتنع بأن الواجب هو أن يبدأ بغرس الإيمان في القلوب، والعمل بتعاليم الإسلام.
ورأى أن الذي يحقق ذلك هو انقطاع الناس المؤقت عن أشغالهم، وعن بيئة الفساد، والعيش في جو إيماني يغير من قدراتهم وسلوكياتهم، وفي ذلك بذل عمره وماله.
وقد مات الشيخ -رحمه الله- في رجب سنة 1363 هـ.
ولمزيد الفائدة عن ترجمته راجع كتاب شخصيات وكتب لأبي الحسن الندوي.
أما جماعة التبليغ التي أسسها الشيخ فقد تقدمت لنا عدة فتاوى حولها فراجع مثلاً الفتاوى ذات الأرقام التالية:
4321
9565
17978.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني