الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اعتقاد أن شيئا ما سبب لأمر ما دون أدلة شرعية أو كونية

السؤال

ما صحة هذا الكلام؟ وهل يجوز نشره؟
أرجو الرد عليّ بفتوى خاصة, وألا تحيلوني لفتاوى مماثلة - بارك الله فيكم - حيث إنني قرأت هذا الكلام, وشككت أنه خطأ, ولا يجوز نشره, فأفيدوني مشكورين.
{"أسرار الأجداد وعلوم الطاقة":
وبالرغم من أن فن الفونج شوي يبدو غير معروف بعالمنا العربي إلا فقط عن طريق مورثات الأجداد, وأقوالهم فيما نفعل, ولا نفعل, والتي عرفوا منها الكثير إلا أنه لم يصل إلينا على مر العصور إلا القليل، ولكنني أخذته بجديّة كبيرة, هل تعلم أن أجدادنا خبراء في علم الفينج شوي عن طريق مورثاتهم في تهوية المنزل, ونثر الملح عند حدوث المشاكل, وعدم فتح المقص, أو اللهو به لأنه جلاب النكد, وتغطية مرآة غرفة النوم بغطاء قبل النوم، عدم استخدام الأواني المشروخة, وضرورة التخلص من المرايا المكسورة، وعدم كنس المنزل مباشرةً بعد خروج الأهل والأحباء منه ... وغيرها الكثير من الأمور التي توارثنا القليل منها من الأجداد, فخلال أسفاري وتجوالي واختلاطي بالحضارات والشعوب، وجدت لديهم الكثير من المورثات والثقافات المشابهة التي هي من ميراث الأجداد الثمين, والذي يتشابه تمامًا مع مورثات أجدادنا, وهي من أولويات علوم البركة للحفاظ على الوفرة والاستمتاع بحياة سعيدة ووفيرة, فعلى سبيل المثال تجاور أشياء تمثل عناصر مضادة بطريقة مباشرة (الموقد – نار) و(الثلاجة – ماء), فمن الممكن أن تؤدي إلى خفض معنويات من يوجد في هذا المكان, فلا بد من ابتعاد الثلاجة أو حوض الغسيل – ماء - عن موقد الغاز أو الفرن – نار - ورش الملح في أركان المنزل على فترات لإزالة النكد من البيت, وهو فعلًا مهم في الفينج شوي للتقليل من الموجات الكهرومغناطيسية السالبة بالمكان, وضرورة التخلص من الأواني أو الأكواب المشروخة أو الزجاج المكسور, وفعلًا في علم طاقة المكان الأواني المشروخة توقف الطاقات الإيجابية النشطة لوجود آنية جديدة قادمة إليك في الطريق, وعدم كنس مكان وجود الضيف من الأهل أو الأحباء فور خروجهم من المنزل, فهذا ينذر بتعثر وجودهم أو زيارتهم مرة أخرى لبيتي، فلقد قمت بتنظيف أثرهم وطاقتهم من المنزل, وألقيته في المكان غير المناسب, وهو سلة مهملاتك؛ فلا تتوقع عودتهم بسهولة مرة أخرى إلى بيتك, فجدتي لا تفضل النوم أبدًا في غرفة يكون مقابل منامها – سريرها – مرايا, وكانت تقوم بتغطيتها قبل الخلود إلى النوم, وعندما كنت أسألها كانت تجيب أنها تمنعها من النوم الهادئ, وكذلك تساعد على الموت الفجائي, ومن أهم الأمور في الفينج شوي عدم النوم, وفي مقابلك المرايا, أي وأنت نائم لا يفضل رؤية جسدك في المرايا لأنها تساعد على زيادة توترك والقلق أثناء النوم, والتوتر والقلق في النوم كل يوم في عقلك اللاواعي يؤدي إلى الاعتلال الصحي, والمرض على المدى.
بكاء الرضيع, خذ رضيعًا للمنزل فإن بكى وأصر على البكاء فلا داعي للسكن في هذا المنزل, فإن الرضيع بفطرته النقية لا يفضل الوجود في الأماكن غير المتوازنة, ومجالها السلبي قوي, وهذا سر بكائه المتواصل, ومن الأمور القوية لدى جدتي هي: عند كسر المرايا في البيت بسبب عين أو خلافه لا بد من سرعة التخلص من المرايا أو الزجاج المكسور؛ حتى لا تظل العين موجودة في المكان, وهذا نفس الشيء في الفينج شوي سرعة التخلص من الزجاج أو المرايا المكسورة لتأثيرها في زيادة الطاقة السلبية في المكان, وزيادة تأثيرها سلبًا على الأسرة في المكان}.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقاعدة في ذلك أنه لا يجوز إثبات أو اعتقاد سبب لشيء ما إلا إذا ثبت أن الله تعالى قد جعله سببًا كونيًا أو شرعيًا, قال الشيخ محمد الصالح العثيمين في القول المفيد على كتاب التوحيد: كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا، فقد جعل نفسه شريكًا مع الله. والناس في الأسباب طرفان ووسط:
الأول: من ينكر الأسباب، وهم كل من قال بنفي حكمة الله، كالجبرية، والأشعرية.

الثاني: من يغلو في إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببًا، وهؤلاء هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم.

الثالثة: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببًا شرعيًا أو كونيًا.
ولا شك أن هؤلاء هم الذين آمنوا بالله إيمانًا حقيقيًا، وآمنوا بحكمته، حيث ربطوا الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، وهذا من تمام الحكمة.اهـ

على ذلك, فإن ثبت علميًا ذلك الكلام المذكور في المقال فعلى العين والرأس، وأما إن كان مجرد نظريات وظنون، فلا يخرج عن كونه طيرة شركية.

على أن بعض الأمثلة الواردة في المقال تفوح منها رائحة التشاؤم والطيرة بوضوح, ولم يرد في المقال أي سند علمي لها, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الطيرة شرك. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
ففي فتح الباري لابن حجر: وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير, فإذا خرج أحدهم لأمر فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر, وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع, وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير فيعتمدها, فجاء الشرع بالنهي عن ذلك. اهـ

قال في القول المفيد: وقوله: (شرك) أي: إنها من أنواع الشرك... فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركًا شركًا يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببًا، وهذا يضعف التوكل على الله, ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركًا من هذه الناحية، والقاعدة: "إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببًا، فإنه مشرك شركًا أصغر". وهذا نوع من الإشراك مع الله، إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيًا، وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيًا، لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله، فهو مشرك شركًا أكبر، لأنه جعل لله شريكًا في الخلق والإيجاد.

وعلى ذلك فنرى عدم جواز نشر هذا الكلام إلا إذا ثبتت صحته بالبراهين العلمية, وقد قال صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني