الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوسوسة في أمور الكفر والردة

السؤال

أرجو أن تساعدوني: منذ فترة وأنا أستغقر وأقول الشهادة وأتعب وأنا أقولها، ففي يوم قالت لي مدرسة إن من يغش بجب عليه أن يتشهد، وقالت إن معاصي الخلوات كفر، وقست على ذلك ما لو تكلمت مع صديقتي عن أحد معجب بي، فخشيت من الكفر، والمشكلة أنني أصبحت أقول لماذا يفعل الله بي هكذا؟ ووصل بي الأمر أن جاء في ذهني أن الله تحتي ـ أستغفر الله ـ ووضعت رجلي ولم تكن النية أن أفعل ذلك، وتتكرر الأمر، وأخاف أن أموت كافرة، سألت أحد الشيوخ فقال لي إنك لم تفعلي ذنوبا، وأنا مصابة بوسواس قهري كنت أتعالج منه، وأوقفت العلاج، فهل تمكن المناجاة بغير الاستغفار في حالتي؟ وهل الغش ومعاصي الخلوات كفر؟ أرجو المساعدة وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن علم من نفسه أنه مصاب بالوسواس القهري يتعين عليه الإعراض عن التفكير في كونه ارتد، لأن هذا مما يزيد مشاكل الوسوسة عنده، وأما عن معاصي الخلوة والغش: فلا تعتبر ردة، وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 152957 علاج الوسوسة وأنه لا يكون الكفر إلا إذا صدر شيء محقق من الكفر.

وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى ابقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الأمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة ـ رواه الترمذي والحاكم. اهـ.

واعلمي أنه يشرع الدعاء مصحوبا بالاستغفار، أو غير مصحوب به، فقد ثبت كل ذلك في الأدعية النبوية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني