الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المزاح بكلام يتضمن التشاؤم

السؤال

سؤالي هو: تكرر معي موقف لا أحبه وكنت في الحالتين مرتدية نفس اللبس ـ لون أسود ـ وقلت مازحة: اللون الأسود أتوقع أنه شؤم علي.. فهل هذا يدخل ضمن الكفر أو الشرك؟ شاكرة لكم جهودكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد قولك: اللون الأسود أتوقع أنه شؤم علي ـ ليس من الكفر أو الشرك، وينبغي اجتناب مثل هذا العبارات، وإن كان الشخص لا يعتقد مقتضاها، وأما متى يعد التشاؤم شركا، ومتى لا يعد كذلك؟ ففيه تفصيل، يقول الشيخ ابن عثيمين في بيانه: فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركا شركا يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببا، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية، والقاعدة: أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا، فإنه مشرك شركا أصغر، وهذا نوع من الإشراك مع الله، إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيا، وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيا، لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله، فهو مشرك شركا أكبر، لأنه جعل لله شريكا في الخلق والإيجاد. اهـ من القول المفيد في شرح كتاب التوحيد.

وانظري للفائدة في بيان التشاؤم والطيرة الفتاوى التالية أرقامها: 14326، 29787، 64305، 210019.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني