الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السماح لغير المسلمين ولأهل البدع بنشر عقائدهم في المواقع الإلكترونية

السؤال

أولا أحب أن أعتذر عن كثرة استفساراتي، وأتمنى أن لا يكون في ذلك تعب ومشقة عليكم. وصبرا جميلا.
- بفضل الله أمتلك موقعا لمشاركة الفيديو, لا توجد فيه مخالفات شرعية بإذن الله. ولكن لدي سؤالان وهما كالتالي:
1- في الأيام السابقة انضم للموقع بعض المسيحيين, يرفعون مقاطع لبرامج وحوارات لمعتقدهم الديني دون المساس أو التعدي على الإسلام. فهل يجوز ذلك خاصة أن الموقع بمحتويات متنوعة، وموجه للعالم وليس موقعا إسلاميا مختصا؟
2- مؤخرا فقط بدأ بعض من " المبتدعة " برفع مقاطع لمعتقدهم ودينهم.
فهل يجوز تركهم يفعلون ذلك طالما أن المحتوى ليس فيه تعد على رموز الإسلام المعروفة؟ أم يجب أن يختصر محتوى الموقع على المعتقد الحق فقط في الإسلام ؟ ( أستفسر من وجهة نظر الشرع بالسماح لهم أم لا يجب السماح لهم وليس من جهة شروط وأحكام الموقع وتوجهه )
أتأسف على الإطالة والتدقيق كثيرا، ولكن نحاول كإدارة أن نترك بصمة وصورة في الموقع توافق أخلاقنا وديننا كمسلمين، وإعطاء الكل حقه وحريته ولكن بضوابط .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الموقع الذي تملكه لا يحل لك أن تسمح بنشر شيء من الباطل فيه، وإلا كنت واقعا في المحظور بإعانتك على نشر الباطل عبر موقعك، ولا حجة في موضوع حرية الأفكار؛ لأن الناس كلهم يجب خضوعهم لله ولأمره.

وبناء عليه، فلا يجوز لك السماح بنشر حوارات المسيحيين في دينهم؛ لأنها إن لم تكن فيها إساءة للإسلام، فهي تنشر الباطل وتدعو إليه. ومن المعلوم عندنا أن كل ما سوى الإسلام يعتبر باطلا؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}.

ومثل ذلك المبتدعة فلا يجوز نشر حواراتهم المروجة لباطلهم على موقعك.

والذي ننصحك به هو أن تشترط ابتداء منع نشر ما يخالف الإسلام ومعتقد أهل السنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني