الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم فضيلةالشيخ هل يحق للمسلم في الجزائر أن يتحصل على الزكاة من بلدنا العزيزعلى قلوبنا قطر علما أنه في أمس الحاجة إليها ليعيل بها أبناءه الستة وأمه العجوز أوأنا في حالة بطالة منذ خمسة أعوام ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله تعالى جعل للزكاة مصارف ثمانية بينها بقوله جل وعلا:إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ.... [التوبة:60].
وما دمت فقيراً ولا تجد عملاً وفوق ذلك تعول أمك وزوجك وستة أبناء فلا شك أن لك حقاً في الزكاة، وسواء كان ذلك من بلدك أو من غيرها، وعلى أي حال فلدينا صندوق للزكاة يتبع وزارة الأوقاف، ولكنه يعنى بالداخل فقط أي بالمواطنين والمقيمين فقط، وتوجد جمعيات خيرية لهم جهود خارجية لكن ليس لنا ارتباط بهم.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نذكرك بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن مكاتباً جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير ديناً أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم "اللهم اقض عني الدين وأغنني من الفقر"، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يغنيك بفضله عمن سواه، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يعينك على أن تسد جوعة أهلك وعيالك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني