الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حكم التحول من ذكر لأنثى؟ وكيف أتخلص من أفكاري الهدامة؟

السؤال

أنا شاب ذو ملامح ذكورية كاملة في العشرين من عمري, ومنذ طفولتي كثيرًا ما كنت أتمنى أن أكون أنثى وليس ذكرًا، وكنت أرتدي ملابس النساء في الخفاء منذ طفولتي حتى الآن، ولا أستطيع منع نفسي من ذلك، وكثيرًا ما تأتيني هذه الفكرة بشدة أحيانًا، وتقل أحيانًا، وتختفي أحيانًا أخرى, وذهبت إلى أطباء نفسيين فقالوا لي: إنه وسواس قهري شديد، واكتئاب حاد، ووصفوا لي أدوية لم تحسن حالتي كثيرًا, فما حكم التحول من ذكر لأنثى في حالتي؟ أو كيف أتخلص من أفكاري الهدامة تلك؟ وأيهما أقرب؟ وما حكم ما أفعله؟ شكرًا وعفوا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للرجل التحول إلى أنثى؛ لما في ذلك من تغيير خلق الله تعالى، ولا يجوز التشبه بالنساء في ملابسهن ولا في شيء مما يخصهن؛ ففي الحديث عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري.
فعليك أن تتقي الله تعالى، وترضى بما قسم لك، وبما خلقك الله عليه، واسأل الله تعالى أن يصرف عنك ما ابتلاك به، ولا تترك الشيطان يلعب بك ويزين لك ما لا تحمد عقباه، واحرص على إبعاد خطراته عنك بالإكثار من الذكر، ومن شغل الوقت بما ينفعك من التعلم والعمل الهادف، واحذر الانفراد بنفسك، وابحث عن رفقة من الشباب الصالحين ليعينوك على الخير، ويساعدوك على التخلص من قبضة الشيطان ووساوسه, فقد جاء في مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الحادية عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة: الذكر الذي كملت أعضاء ذكورته، والأنثى التي كملت أعضاء أنوثتها، لا يحل تحويل أحدهما إلى النوع الآخر، ومحاولة التحويل جريمة يستحق فاعلها العقوبة؛ لأنه تغيير لخلق الله، وقد حرَّم سبحانه هذا التغيير، بقوله تعالى، مخبرًا عن قول الشيطان: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء:119} فقد جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أنه قال: لعَن اللهُ الوَاشِمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصاتِ والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ للحُسْنِ، المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ عز وجل, ثم قال: ألا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله عز وجل - يعني قوله: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا { الحشر:7 }. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني