الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التبرؤ من أهل البدع من الأقارب وهجرهم, والجهر بالمذهب الحق أمامهم

السؤال

ما حكم التبرؤ من أهل البدع وإن كانوا من أهلي؟ وهل يجوز هجرهم؟ وما حُكم الصلاة والوضوء على مذهبهم؟ وإن كُنت أتبرأ من هذا المذهب إلا أنني لا أستطيع أن أخبر أحدًا من أهلي؛ لأنهم لن يتفهموا الأمر, ولازلت أدرس؟ فأنا أعاني كثيرًا من تأخير الصلوات وتفويت بعض الفُروض التي لا أتمكن من أدائها في وقتها بسبب هذا الأمر، فما حُكم ذلك؟ خصوصًا أنني لا زلت طالبة في المدرسة, ولا أريد تأخير صلاتي للمنزل لأنني سوف أكون بين أهلي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما أهل البدع: فالواجب البراءة من بدعهم.

وأما هجرهم: فأمر خاضع للمصلحة، فإن رجي بهجرهم توبتهم هجروا، وإن كان في عدم هجرهم تألف لهم، أو خيف من شرهم لم يهجروا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن كان مبتدعًا ظاهر البدعة وجب الإنكار عليه، ومن الإنكار المشروع أن يهجر حتى يتوب. انتهى. ولتنظري الفتويان رقم: 149059، ورقم: 53706.

وأما الوضوء والصلاة: فالواجب على المسلم أن يتوضأ ويصلي كما أمر الله دون إخلال بشيء من واجبات الطهارة والصلاة, ولبيان صفة الوضوء المجزئ انظري الفتوى رقم: 140339.

ولبيان صفة الصلاة وما يجب فيها وما يستحب انظري الفتوى رقم: 113305.

وينبغي أن تجهري بمذهبك الحق, وتدعي الناس إليه ما لم تخافي ضررًا على نفسك، فإن خفت ضررًا فلك أن تتركي بيان مذهبك لحين أمن الضرر، ثم إن خفت من اطلاع أحد على صلاتك فاستخفي بها في غرفتك، أو في مكان لا يراك فيه أحد، وإن تعذر ذلك فلك أن تترخصي بالجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، فإن الخوف من الأعذار المبيحة للجمع، وانظري الفتوى رقم: 6846.

ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر، بل تعمد ذلك من الكبائر، وإن عجزت عن شيء من أفعال الصلاة لخوف ضرر فإنه يسقط عنك، ولتنظري الفتوى رقم: 159641 فهي مهمة جدًّا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني