الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من رأت سائلًا بني اللون واغتسلت من الحيض وبعد يوم عاد نزول ذلك السائل فماذا تفعل؟

السؤال

أنا فتاة غير متزوجة، أبلغ من العمر 17 سنة, دورتي غير منتظمة، ولا أعلم إن كانت قد انتظمت؛ لأنني قرأت ذات مرة أن الدورة تنتظم بعد فترة من البلوغ, والدورة الماضية كانت قبل رمضان بأيام معدودة، وقمت بالاغتسال منها بعد رؤيتي لسائل بني اللون، ولكن بعدها بيوم أو يومين عاد نزول نفس هذا السائل بكمية ليست قليلة، فاستثقلت الاغتسال، والصلاة مجددًا؛ لأننا حينها كنا مسافرين, وعاد نزول السائل للمرة الثالثة والرابعة, ولكن بكميات قليلة جدًّا، حتى نزل سائل أصفر، ثم السائل الأبيض المعتاد, ومن عادتي أن أغتسل إذا رأيت أي سائل غير الإفرازات الطبيعية، ولكني في لم أفعل ذلك في تلك المرة، وجاء رمضان وصمته، ولا أعلم ما الذي يتحتم عليّ فعله الآن، فأنا تعاملت معها كالكدرة، والصفرة مع أنني عادة لا أتعامل بذلك، ولا أعلم ماذا أفعل الآن إذا كنت لست طاهرة فلا يوجد سبب يؤكد أنني طاهرة أو العكس, أرجو منكم أن تفتوني في أمري, وماذا عليّ أن أفعل الآن بعد أن مضى كثير من الشهر؟ مع العلم أنني مبتلاة بالوسواس القهري، والتفكير الكثير في مواضيع الطهارة يتعبني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت اغتسلت أولًا بعد رؤية الطهر بالجفوف أو القصة البيضاء، فإن ما رأيته بعد ذلك من سائل بني لا يعد حيضًا ما دام غير متصل بالدم, ولا في مدة العادة، ولا يجب عليك الاغتسال لمجرد رؤية هذه السوائل, فإن الراجح عندنا أن الصفرة والكدرة لا تكون حيضًا إلا إذا كانت متصلة بالدم، أو كانت في زمن العادة؛ وانظري الفتوى رقم: 134502.

وأما إن كنت اغتسلت عند رؤية هذه الإفرازات قبل رؤية الطهر بالجفوف، أو القصة البيضاء، فإن اغتسالك هذا لا يجزئ، وكان يجب عليك إعادته عند رؤية الطهر، فإن لم تكوني فعلت فيجب عليك أن تعيدي الصلوات التي صليتها بغير اغتسال، وصومك صحيح بكل حال, فإن الاغتسال من الحيض ليس شرطًا في صحة الصوم أصلًا.

والذي ننصحك به أن تعرضي عن الوساوس, ولا تلتفتي إلى شيء منها؛ وانظري في كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601 ولبيان كيف تعرف المرأة الطهر من الحيض انظري الفتوى رقم: 118817.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني