الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا امرأة مسلمة والحمد لله ولكن كنت في السابق أتهاون في أمر الحجاب فكنت أكشف وجهي وعندمــا حصلت حادثة لأخي الصغير ونجا منها والحمد لله نذرت ألا أكشف وجهي مرة أخرى (النذر) والآن أنا أدرس في منطقة حارة جــدا (السودان) هل أستطيع أن أكشف وجهي وماذا علي إن كشفت وجهي .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب واجب لأنها منهية عن إبداء زينتها، قال تعالى:وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
وقد سبق أن بينا هذه المسألة بأدلتها وذكرنا أقوال العلماء فيها في فتوى برقم: 4470.
فلترجع إليها.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الأخت تكون قد نذرت الالتزام بما لزمها شرعاً فيتأكد الوجوب، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيصبح واجباً بالشرع وواجباً بالنذر فلا يجوز تركه، والمسلم مطالب بالصبر على الطاعات التي أمره الله بها والصبر على اجتناب المحرمات التي نهاه الله عنها، وعاقبة هذا الصبر الفوز والفلاح والظفر برضى الله عز وجل ومحبته، قال الله سبحانه:وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر].
وعلى الأخت أن تعلم أن ارتفاع درجات الحرارة في الحجاز وقت وجوب الحجاب لا يقل عن ارتفاعها في السودان الآن ومع ذلك فقد بادر نساء المسلمين إلى امتثال هذا الأمر.
وعلى الأخت أن تتذكر حر نار جهنم كلما حدثتها نفسها بالسفور.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني