الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفائدة المرجوة من الخوف من يوم القيامة ومن علامات الساعة الصغرى والكبرى

السؤال

السؤال هو: أخاف من قيام الساعة ومن الأمور التي تحصل الآن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيرجى مراجعة الفتوى رقم: 112362، وقد جاء فيها: المسلم يتعين عليه تذكر الآخرة، والإعداد لها بالاستقامة على الطاعات والإكثار من الأعمال الصالحة والتوبة والإنابة إلى الله دائماً، وعليه أن يكثر من مطالعة نصوص الوحي التي تتحدث عن الآخرة وما فيها من الوعد والوعيد لتحفزه وتنشطه للطاعات وتقمعه عن المعاصي، ويظل خائفاً راجياً فلا يأمن من مكر الله، ولا ييأس من روح الله، بل يحسن الظن بالله ويحمل نفسه على الانقياد لله، ففي الصحيحين عن أنس: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟.. اهـ.

أما ما يحصل الآن من أحداث: فهي وإن كان فيها كثير من علامات الساعة الصغرى، إلا أنه تعقبها علامات صغرى لم تتحقق بعدُ، ويصاحب غيرها علاماتٌ كبرى لا تقوم الساعة قبل خروجها، كخروج الدجال ونزول المسيح وخروج يأجوج ومأجوج ثم ظهور الشمس من مغربها، ولا شك أن ما يحصل الآن من حوادث لا يقارن بهول تلك الآيات الكبرى وعظمها، ثم تلك الآيات لا تقارن بهول قيام الساعة، فخوفك من قيام الساعة في محله، لكن فائدته تكون في التوبة إلى الله تعالى والإعداد للقائه وهو وحده لا يغني شيئاً ما لم تكن قد أعددت لها، ولذلك عدل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المار، عما لا تنفع السائل معرفته ـ على فرض معرفته ـ إلى الإشارة إلى ما ينفعه، فقال له: وما أعددت لها؟ ثم المحافظة على العبادات وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله بخشوع واستحضار سبيل إلى اطمئنان القلب وزوال خوف العبد، وقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

فأكثر من التوبة والاستغفار، وحافظ على الصلاة والصيام والزكاة وغيرها من العبادات الواجبة والمستحبة، وأد المظالم إلى أهلها، وأكثر من الصدقة، وأوفِ بالحقوق والواجبات، تسلم ـ إن شاء الله ـ قال تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ {الأنعام:158}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني