الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز اللعب بالألعاب المشتملة على المحرم لئلا أقع في معاصٍ أخرى؟

السؤال

هل يمكن توضيح فكرة الأخذ بالضرر الأقل؟ فبعض الفتاوى مثلًا تقول إن الألعاب الإلكترونية حرام, وإذا تركتها سيصبح حيز كبير من الوقت فارغًا، وقد أقع في الكثير من الذنوب بسبب وقت الفراغ الذي سيزيد بترك هذه الألعاب, فهل يمكن الاستمرار في هذه الألعاب لكي لا أقع فيما هو أعظم وأخطر؟ وبالنسبة لفتاوى الألعاب الإلكترونية الموجودة في الإنترنت التي تقول إنها حرام؛ لأنها تحتوي على الموسيقى، فلا يوجد غيرها؛ لأنه لا يوجد بديل عربي, وإذا وجد فإنه يكون سيئًا أو يمكن وصفه بكلمة تافه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن تكلمنا عن حكم اللعب بالألعاب الإلكترونية، وبينا ما يجوز منها وما يحرم؛ فراجع ذلك في الفتاوى: 8393 9168 34924 8089 121526.

وما كان محرمًا من هذه الألعاب فلا يجوز اللعب به بحجة الفراغ، وأن عدمه يؤدي إلى الوقوع في محرمات أخرى أعظم منها؛ فإن من القواعد المقررة في الشرع أن المحرمات لا تباح إلا للضرورة, وسبق أن ذكرنا حد الضرورة المبيحة للحرام في فتاوى عدة، منها على سبيل المثال الفتويين: 160765 ،1420.

وقاعدة ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما قاعدة فقهية لا إشكال فيها، لكن محلها هو إذا تعين ارتكاب إحدى المفسدتين.

قال ابن تيمية: فتبين أن السيئة تحتمل في موضعين دفع ما هو أسوأ منها إذا لم تدفع إلا بها، وتحصل بما هو أنفع من تركها إذا لم تحصل إلا بها ... وذلك ثابت في العقل كما يقال: ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين. اهـ.

فلا يصح الاستدلال بهذه القاعدة على ما ذكرته في سؤالك؛ لأن اللعب بالألعاب المحرمة ليس وسيلة متعينة للبعد عن الوقوع فيما هو أعظم منها، ولتعلم أن الفراغ نعمة الله، وما أكثر مضيعي هذه النعمة من الخلق، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ .

فعليك باستغلال وقت فراغك بما ينفع في دينك ودنياك، من تلاوة القرآن الكريم وتدبره وحفظه، وتعلم العلم النافع، والإكثار من ذكر الله، ولا مانع من الترويح عن النفس بالأمور المباحة - وما أكثرها -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني