الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الزوج أن يجمع بين بر والدته وإحسان عشرة زوجته

السؤال

تزوجت حديثًا من رجل متزوج سابقًا ومطلق, ولديه ثلاثة أولاد يقيمون في دولة أخرى، ومع ذلك قبلت به باعتبار أن أولاده يقيمون مع أمهم في دولة أخرى, وهو يعيلهم بالمال فقط، ولكنني فوجئت بتراكم الديون عليه, وبسكن حماتي وابنتها معنا دائمًا، ولها أولاد غير زوجي, لكنها حسب زعمها لا ترتاح إلا عند زوجي, وتحاول في كل الأمور أن تفرض رأيها علينا وتتسلط وتتجبر وتقيد حريتنا، وقد حرمتنا من قضاء أكثر من ثلاثة أيام وحدنا بعد ليلة دخلتنا, ورفضت أن تبقى في منزل ابنها الآخر بحجة أنها تريد تزويج ابنتها التي اقترب زفافها من منزل أخيها الأكبر، وبالفعل تزوجت أخت زوجي وبقيت أمه معنا, وأنا أتذمر من تدخلها في حياتنا ومراقبة تحركاتنا, حتى أنها بدأت بكتابة مذكراتها وقرأتها صدفة, وفيها توثق كل تحركاتنا: متى نمنا، ومتى استيقظنا بالتفصيل, وتسخر مني فيها, وأخشى أن يقرأ بقية أبنائها وبناتها مذكراتها ويطلعوا على تفاصيل حياتنا, وتخترع المشاكل عند أقل موقف سخيف لا يعجبها، وهو لا يستدعي عمل مشكلة لكنها تضخم الأمور, وتتظاهر بالبكاء والحزن والغضب لتثير مشاعر ابنها تجاهها, فقد أحببنا ذات مرة بسبب كوننا حديثي الزواج أن نخرج في مشوار آخر الليل بالتزامن مع اقتراب موعد نومها, فكان في رأيها أمرًا عظيمًا وعقوقًا وانتقاصًا من قيمتها، وزوجي يخشى من غضبها, مع أنه يعلم أنها تتدخل فيما لا يعنيها, ولا يعجبه تفكيرها، ومع ذلك يكتئب ويبدأ بالضغط عليّ, ويفكر في الطلاق عند كل مشكلة بحجة أنني بتذمري من الوضع, ومطالبتي بمسكن وحدي سأجر عليه غضب أمه، مع أنني لا أرفض إقامتها عندنا, لكنني أطالب أن تكون إقامتها عند بقية أولادها وعندنا بالتساوي بحيث تقيم شهرًا عند كل ابن بما فيهم زوجي؛ وبذلك أتمكن من العيش باستقلالية لمدة شهرين، ولكن زوجي يرفض ويبدأ بالضغط عليّ بحجة أنني سأجعله يغضب أمه, وسيخسر آخرته بسببي، علمًا أنني أعامل أمه معاملة حسنة, ولا أقصر في واجباتي تجاهه أو تجاهها لكنها متسلطة جدًّا, وتحب المبالغة في دلالها, والاهتمام بها من قبلنا في كل الأمور, كما أن زوجي يرفض من تقليل مبلغ النفقة على أولاده وطليقته مع أنه مبلغ كبير جدًّا, ومع أنني لا أطالبه بذلك طمعًا مني في المال، ولكن لكي يتمكن من سداد ديونه، لكنه يرفض ذلك ويعتبره أمرًا غير قابل للنقاش، كما أنه مقصر معي فيما يتعلق بالناحية العاطفية من الكلام اللطيف, والمداعبة, والغزل, وهو ما تحبه كل عروس من عريسها, خاصة في بدايات حياتها الزوجية، ما ذنبي إن كانت حياته الزوجية السابقة فاشلة, وعقدته طليقته من هذه الناحية؟! فما الحكم الشرعي في حالتنا؟ وماذا بإمكاني أن أعمل؟ أنا لا أريد الطلاق, وفي نفس الوقت لا أريد أن يستمر الواقع على حاله، أفيدوني - جزاكم الله عني كل خير -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل, ولا حق له في إجبارها على مساكنة أحد من أهله إلا أن ترضى بذلك، والمقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة جزء من الدار مناسبًا لها منفصلًا بمرافقه، جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار: ولو كان في الدار بيوت, وأبت أن تسكن مع ضرتها ومع أحد من أهله إن خلى لها بيتًا وجعل له مرافق, وغلقا على حدة ليس لها أن تطلب بيتًا آخر.

وانظري الفتوى رقم: 80603.

وعليه، فمن حقك مطالبة زوجك بمسكن مستقل، وعلى زوجك أن يجمع بين بر والدته وإحسان عشرة زوجته، وراجعي الفتوى رقم: 66448.

وأما مطالبتك له بتخفيض نفقات أولاده: فلا حق لك فيه، وإنما يحق لك مطالبته بالإنفاق عليك, ومعاشرتك بالمعروف، فتفاهمي مع زوجك وصارحيه بهذه الأمور، واحرصي على إحسان عشرته, والتجاوز عن هفواته, ومراعاة ظروفه, واستعيني بالله واصبري, وأكثري من الدعاء، فإن الله قريب مجيب، ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني