الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكتفى بالوضوء للجمعة عن الغسل

السؤال

هل الغسل يوم الجمعة واجب وهل بعد الغسل أتوضأ إذا كان واجبا وأنا لا أجد وقتاً هل أتوضأ أفيدونا جزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم في حكم غسل الجمعة، فذهب الجمهور إلى استحبابه، وذهبت طائفة من السلف إلى وجوبه، والذي يترجح عندنا هو القول بالسنة وعليه المذاهب الأربعة ودليله قوله صلى الله عليه وسلم " من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة..."الحديث رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم " من توضأ فبها ونعمت ومن اغتسل فذلك أفضل رواه أحمد والنسائي وغيرهما قال ابن قدامة في المغني ( وليس ذلك بواجب في قول أكثر أهل العلم قال الترمذي: العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم وهو قول الأوزعي والثوري ومالك والشافعي وابن المنذر وأصحاب الرأي وقيل إن هذا إجماع قال ابن عبد البر: أجمع علماء المسلمين قديماً وحديثاً على أن غسل الجمعة ليس بفرض واجب وحكى عن أحمد رواية أخرى أنه واجب...) ا هـ ، هذا فيما يتعلق بحكم غسل الجمعة، وأما مسألة إجزاء الغسل عن الوضوء ففيها تفصيل قد سبق في الفتوى رقم: 7615.
وأما عن ضيق الوقت، فإن كان الغسل يؤدي إلى فوات الخطبة فينبغي الاكتفاء بالوضوء، إذ أن الغسل سنة وليس واجباً ولا شرطاً لصحة الصلاة، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: بينما عمر قائم في الخطبة يوم الجمعة إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت، فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضأت، فقال: والوضوء أيضاً ؟! وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني