الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم تصديق الكهان وحسن الظن والمعاملة يورث الثقة بين الزوجين

السؤال

تشاجرت مع زوجي؛ كوني أشك في تصرفاته, ولسماعي لبعض الأقاويل من الناس أن زوجي مزواج, ويحب النساء, ويفضل جنسية معينة من النساء, ولا يستقر مع أي امرأة واحدة, بالرغم أننا تزوجنا عن حب شريف, وهو الذي اختارني, وكان فرحًا جدًّا بارتباطه بي, وفي البداية لم أعر الموضوع أي اهتمام, وبعدها بدأت الغيرة تقتلني, خصوصًا أن أخواته وطليقته أخبرنني بنفس الموضوع, وقلن انتبهي من زوجك فهو يحب السفر كثيرًا, فربما هو يزني, وربما يكون متزوجًا, فلا تتركيه وحده .. الخ من الكلام, وفي الحقيقة ضعفت وأخطأت, وكلفت أحدًا أن يذهب لكاهنة أو عرافة للتقصي عن حقائقه, وأتتني الأخبار السيئة عنه, وأنه صاحب نساء, ولا يثبت على امرأة واحدة, وهذا طبعه, ولا يتغير, واتصلت بامرأة أخرى عرافة وأخبرتني بنفس الكلام عنه دون إخبارها عن مشكلتي, فزاد الشك في قلبي, مع العلم أني عندما واجهت زوجي أنكر وحلف على القرآن أنه لم يتزوج في غيابي لسفري وانشغالي مع أهلي, وأنا في حيرة, وأريد النصيحة السديدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله مما وقعت فيه من إتيان الكهان والعرافين، فذلك منكر عظيم، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يومًا.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال المنذري: إسناده جيد.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب, والندم على فعله, والعزم على عدم العود إليه، ولا تصدقي هؤلاء الدجالين فيما قالوه عن زوجك.

وعليك أن تحسني الظن به، وتعاشريه بالمعروف، و احرصي على حسن التبعّل له, لا سيما فيما يتعلق بالتجمل والتزين في حدود الشرع, والتودد بالكلمات الرقيقة والأفعال الجميلة، وينبغي أن تتعاوني مع زوجك على طاعة الله والاستقامة على الشرع، فإن تعاون الزوجين على التقوى وبعدهما عن المعاصي من أعظم أسباب سعادتهما, ودعي عنك الشكوك والأوهام المبنية على العرافة والكهانة, ولا تلقي لها بالًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني