الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء ونداء صفات الله وكلماته

السؤال

كثير من الناس في الآونة الأخيرة يستعملُ كثيرا من هذه العبارات.. مثل: أمانينا سافري للسماء مثل الغيم وأمطرينا.. يا دروب التوافيق احضني خطوتي ويا تساهيل الكريم كوني لي نصيب.. يا ضيقة الصدر تكفين فكي أزارير التعب وارحمني.. يا أرض احفظي ما عليك.. يا جدة احفظي أغلى من وطئ أرضك.... وغير ذلك من هذه العبارات التي انتشرت، فما حكمها في الشرع؟ وجزاكم الله الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابق عذاب، ووفقكم الله وسدد خطاكم، حفظكم المولى ورعاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه العبارات لا تجوز، لأن دعاء الأماني والأرض والضيق تعتبر من دعاء غير الله، وهو محرم وشرك، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ {يونس:106}.

وأما ما أضيف لله تعالى من تسهيله وغيره: فلا يجوز دعاؤه حتى ولو ثبت بالنص أنه من صفات الله تعالى، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع، كما جاءت به الأحاديث، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني، أو أعني، أو يا علم الله، أو يا قدرة الله، أو يا عزة الله، أو يا عظمة الله، ونحو ذلك، أو سمع من مسلم، أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره، أو يطلب من الصفة جلب منفعة، أو دفع مضرة، أو إعانة، أو نصرا، أو إغاثة، أو غير ذلك. اهـ.

وفي شرح مسلم لأبي الأشبال: ولا يجوز نداء الصفة، كما تقول: يا عزة الله، يا رحمة الله، يا قدرة الله، يا ملك الله، ونداء الصفة شرك بالله عز وجل، لأنك تنادي الصفة لا تنادي الموصوف. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني