الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوات وأذكار حافظة من كيد شياطين الإنس

السؤال

عمري 27 سنة, وأنا أرتدي النقاب منذ حوالي ثلاث سنوات, ولم أكن أنوي ارتداءه ولم أرغب فيه, وأختي الصغيرة هي من اقترح الفكرة - جزاها الله خيرًا, وأثابها على سنتها الحسنة - وعندما قلت: لا أريد ارتداءه ولكني سألتزم بملابس حشمة فضفاضة واسعة كان المنطق يقول: أنت الكبيرة والقدوة, فكيف تلتزم به الصغيرة دونك!؟ فارتديته واحتسبت التعب عند الله, ومررت بأزمات نفسية وتقلبات كنت أحتسب صبرها عند الله, وأصبح الموضوع بالنسبة لي متعبًا, علمًا أني أعمل في مجال التحاليل الطبية, وفترة عملي حوالي ست ساعات, وأنا مصابة بداء الجيوب الأنفية, ويصيبني الصداع وصعوبة التنفس, فضلًا عن أني قمت بعملية الليزك في عيني, وأوصتني الطبيبة بخلعه وارتداء نظارة شمسية للحفاظ على نظري, ونحن الآن نجد صعوبة في الحياة بسبب الأوضاع في بلادنا, والتضييق على الإسلاميين واستهدافهم, وأنا - الحمد لله - على دين وخلق, ولا أزكي على الله أحدًا, وأحفظ القرآن الكريم كاملًا - ولله الحمد - ولكني في حيرة من أمري فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا, ونفع بكم أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتقبل منك, ويعينك على الثبات والالتزام بالستر, وإذا كنت تخشين التعرض للأذى بسبب النقاب، فإن كان الأذى بمجرد التعرض بالكلام والسخرية والاستهزاء فليس لك تركه، أما إن تحقق الضرر باعتداء وضرب وإكراه فلك تركه مدة الخوف, هذا إن احتجت للخروج، ثم تلبسينه عند أمنك منه، وللحكم على تحقق الضرر في بلدك فعليك استفتاء أهل العلم من بلدك، فهم أدرى منا بالحال والواقع, وراجعي الفتويين التاليتين: 125777، 217318.
وأهم ما نوجهك إليه هو أن تستعيني بالله, وتتوكلي عليه في حفظك من الشر كله.

واعلمي أن ركن الله شديد متين، وأنك إن أويت إليه ولجأت إلى جانبه فإنه يحفظك ويدافع عنك، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا {الحج: 38} فاستعيني بالدعاء في ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، قال صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له. رواه مسلم.

وأكثري من قول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، وقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين", وحافظي على أذكار الصباح والمساء، ومن أهم ذلك قراءة سورة قل هو الله أحد, والمعوذتين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود وحسنه الألباني, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

ومما يقال عند البلاء ما ورد عن ابن مسعود أنه قال: إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه أو ظلمه فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارًا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط عليّ أحد منهم أو أن يطغى، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني, وكذلك ما ورد عن ابن عباس أنه قال: إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو بك، فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك، ثلاث مرات. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني