الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقرب من شخص بالهدية بين الحظر والإباحة

السؤال

هل يجوز في الإسلام استخدام الحيلة والدهاء في الوصولإلى هدف معين . وهذا الهدف حلال شرعا علما أن النية خالصة ولا أستخدم الحيلة إلا للفوز على المنافس كأن أتقرب إلى صاحب الشأن وإغداقه بالهدايا كوسيلة لكسبه ونيل رضاه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان التنافس بينك وبين شخص آخر على كسب الود والحب من صاحب الشأن المذكور في السؤال، لمجرد نيل حبه ورضاه ووده، فهذا لا شيء فيه لأنه حق مشروع، بل هو مطلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة وتورث المودة. رواه الطبراني في الأوسط.
هذا هو الحكم من حيث الأصل، لكن قد يكون الشخص الذي تريد التقرب إليه مسؤولاً عليك وعلى منافسك في العمل، وأنتم جميعاً تعملون لدى جهة واحدة سواء كانت شركات حكومية أو خاصة، ففي هذه الحالة توجد شبهة في هذه الهدية، وهي: طلب المحاباة من هذا المسؤول لا مجرد الحب والود وإن لم تقصد ذلك، فإن قصدته فهذه هي الرشوة بعينها التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلها، كما روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. قال الترمذي: حسن صحيح.
وراجع في خطورة الرشوة وحكمها الفتوى رقم:
1713 والفتوى رقم:
21329.
ولمعرفة حكم الرشوة للتوصل إلى حق مشروع راجع الفتوى رقم:
2487.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني