الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقامة الفتاة لعلاقة عاطفية مع شاب من الطائفة الإسماعلية والزواج منه

السؤال

مشكلتي أني أشعر بتغيرات في، كنت في ‏السابق لا أفهم كيف لفتاة أن تغرم بشاب وتخرج ‏معه بدون علم أهلها، وكيف أن الموضوع مرهق ‏جدا خصوصا الشعور بالذنب. وكيف لهم أن ‏يتخطوا الشعور ومواصلة حياتهم بشكل طبيعي. ‏
لكن الآن أصبحت واحدة منهن، وهذا الموضوع ‏يضايقني؛ لأني أحبه وأريد أن أكون معه، لكن بعلم ‏أهلي وليس في السر.
أنا فتاة طموحة، مجتهدة دراسيا، كنت أتعرض دائما ‏لمواقف مع شبان يقولون لي إنهم معجبون بي، ‏ويودون الارتباط بي عن طريق صديقات لي ؟ ‏لم أعط للموضوع أي أهمية؛ لأني لم أستوعب ‏كيف لشخص أن يعجب بالآخر من خلال شكله ‏الخارجي بدون معرفة شخصيته وما إلى ذلك. ‏
في إحدى الدورات خلال الدراسة الجامعية، طلب منا العمل كمجموعة مكونة من شخصين. وبالصدفة كان اسمي مع زميل لي، كنا نعمل مع بعض بالساعات ‏في إطار الجامعة فقط، في البداية كان مجرد زميل ‏بالنسبة لي، مع الوقت تطورت العلاقة لا شعوريا. ‏
المشكلة أني أعرف أن ارتباطي به شبه مستحيل لاختلاف المذهب، وكل مرة أقول له ‏مستحيل، يقول لي فيها مستحيل لكن يمكن أن أحاول ‏لو كان أملي فقط واحد بالمائة. لكني غير قادرة على إيقاف العلاقة. مع الوقت أصبحنا ‏نتقابل خارج الجامعة، وسمحت له أن يلمسني ‏وأحسست بالذنب، فاتفقنا على أن نتقابل ونتكلم لكن ‏بدون أن يقترب مني، لكي يوفقنا الله، وييسر لنا. ‏والحمد الله لم يعد يقترب مني أبدأ.
بعدها أصبح يقترح علي موضوع الزواج، وأنا ‏أحاول في كل مرة التهرب؛ لأني أعلم أن تقبل ‏عائلتي للموضوع صعب جدا. المشكلة أنه مع ‏الوقت تعلقي به يزداد، حاولت كم مرة أن أطرح ‏موضوع أن نترك بعضا، ونترك الموضوع للزمن؛ ‏لأن ارتباطنا في الوقت الحالي مستحيل، فكنت أقترح ‏أننا نترك بعضا إلى أن يصبح الوقت مناسبا، ‏ويخطبني، وكل شيء يكون برضا الله وبالعلن، لكنه ‏ينهار أمامي ولا أتحمل أن أراه في هذه الحالة. أنا ‏متأكدة من حبه لي، أعرف أنه يحبني حبا صادقا ‏وأثبت لي ذلك في أكثر من موقف.‏
أحب الشاب حبا لا يعلم به إلا رب العالمين، ‏ومتأكدة أن الشعور متبادل، هو يرغب بالزواج مني ‏الآن لكني شرحت له أني لا أ قدر على أن أتزوج إلى أن أ‏تخرج من الجامعة، وقد وافق.
‏المشكلة أنني أخاف من الاستمرار بالعلاقة ‏وبعدها أهلي لا يوافقون؛ لأنه إسماعيلي، وأنا سنية ‏؟
أحتاج لأن أعرف ما حكم الزواج في حالة اختلاف المذهب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإسماعيلية فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام. بهذه الكلمات جاء تعريف الإسماعيلية في كتاب: الموسوعة الميسرة في الأديان، والمذاهب، والأحزاب المعاصرة. وهم طوائف مختلفة كالبهرة، والنصيرية، والدرزية. وقد سبق ذكر شيء من عقائدهم بالفتوى رقم: 118979. وللمزيد يمكن الرجوع إلى الكتاب المذكور آنفا.

فالزواج ممن هذا حاله لا يجوز كما أوضحنا في الفتوى السابقة. ومثل هذا الشخص حبه بلاء، ومخالطته أذى، واستمرارك في العلاقة معه قد يفتح عليك من أبواب الشر ما لا يخطر لك على بال. ولا يجوز للمسلمة أن تكون على علاقة عاطفية مع أي رجل أجنبي عنها ولو كان مسلما سنيا، فضلا عن أن يكون ضالا إسماعيليا. فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وقطع أي علاقة لك مع هذا الشاب أو مع غيره حتى ييسر الله لك زوجا صالحا يعينك على الخير ويعفك. ولمزيد الفائدة انظري الفتوى رقم: 30003.

واعلمي أن الشيطان يتدرج بالعباد إلى الفتنة خطوة بعد خطوة، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}. وما ذكرت من عبارات تبتغين بها تبرير الاستمرار في هذه العلاقة، ما هو إلا تلبيس من إبليس اللعين، وتسويل من الشيطان الرجيم. واحمدي ربك أن أبقاك حتى هذه اللحظة لتتوبي، فقد كان من الممكن أن يفجأك الموت وأنت على هذا العصيان، فتلقين ربك على خاتمة سيئة لا ندري كيف يمكن أن يكون حالك بعدها، فبادري إلى التوبة، فقد قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِين * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. {الزمر53 - 58}.

والاختلاط في الدراسة سبب لكثير من هذه المفاسد والشرور، ولا يجوز للمسلمة الاستمرار فيها إلا لضرورة، أو حاجة شديدة، وبشرط أمن الفتنة في الدين، وعدم الوقوع فيما يسخط رب العالمين. ولمزيد الفائدة راجعي الفتويين: 2523 - 5310 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني