الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز للمرأة نشر مواضيع مرتبطة بالدين من: آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وأقوال السلف الصالح وغيرها ـ في صفحات المواقع الاجتماعية التي يتواجد فيها رجال في حدود الشرع دون التحدث معهم ودون تجاوز الحدود الشرعية؟ وهل يعد هذا من الاختلاط؟ وهل يعتبر هذا من أنواع الجهاد بالنسبة للمرأة، كما قرأت في الفتوى رقم: 119469؟ علما بأن الغرض من هذا هو تحصيل الثواب والأجر
أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا حرج على المرأة في نشر العلم الشرعي في مواقع التواصل الاجتماعي التي يتصفحها الرجال، وليس هذا من الاختلاط المحرم، ولا ريب في أن نشر العلم الشرعي هو نوع من الجهاد، قال ابن القيم في تعداد فضائل العلم: ما رواه الترمذي من حديث أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال: قال رسول الله: من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب رواه بعضهم فلم يرفعه، وإنما جعل طلب العلم من سبيل الله، لأن به قوام الإسلام كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير، والثاني الجهاد بالحجة والبيان، وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو أفضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه، قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ـ فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين أيضا، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين، بل كانوا معهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا، فقد قال تعالى: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ـ ومعلوم أن جهاد المنافقين بالحجة والقرآن، والمقصود أن سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به إلى الله، ولهذا قال معاذ رضي الله عنه: عليكم بطلب العلم، فإن تعلمه لله خشية، ومدارسته عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد. اهـ.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 1759.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني