الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصوير الأموات بعد دفنهم.. رؤية شرعية أخلاقية

السؤال

نشاهد أحيانا صورا ومقاطع فيديو يقولون بأنها تصوير لجثث من داخل القبر.
فهل نصدق تلك الصور والمقاطع أم لا وهل يمكن التصوير من داخل القبر؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس عندنا ما يجزم به في صدق هؤلاء، ولكنا ننبه إلى أنه لا يجوز نبش القبر، ولا فتحه لغير ضرورة ملحة؛ لما تقرر من أن الاعتداء على الميت مثل الاعتداء على الحي، وذلك لحرمة المسلم حياً وميتاً، ودليل هذا ما روته أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي. رواه أبو داود وأحمد.

وأما التصوير بالكاميرا فإن فيه عدة محاذير منها: التجسس على حال المقبورين المفضي إلى ذكرهم بالسوء، وإيذاء الأحياء، إضافة إلى ما ورد من النهي عن ذكر ما يظهر في بدن الميت؛ ففي حديث البخاري: لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا. وفي الحديث: إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه.

وقد نقل المناوي أنه قال: إذا رأى غاسل الميت ما يعجبه من نحو استنارة وجه، وطيب ريح، سن أن يحدث الناس به، وإن رأى ما يكره كسواد وجه، ونتن ريح، وتغير عضو، حرم عليه أن يحدث به.

هذا ومما يتعين على المسلم الحي أن يجعل همه في هداية الأحياء حتى لا ينالهم عذاب القبر، وأن يعمل بما ينجيه من العذاب، وأن يترحم على موتى المسلمين حتى يسلمهم الله منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني